12 سبتمبر 2025

تسجيل

هل يسير العالم بعيون مغمضة نحو أزمة مالية؟

30 سبتمبر 2018

تراجع تدفقات الأسواق الناشئة بنحو 2.2 مليار دولار  في مقال بالإنجليزية كتبه قبل فترة وجيزة السيد نفيس علام، أستاذ مشارك في جامعة ريدينغ، عبر فيها عن مخاوفه من أن العالم يسير بعيون مغمضة نحو أزمة مالية جديدة.  ونقل الكاتب ما قاله  جورج براون رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، بأن الوقت أمام العالم بات غير كاف الآن لإحياء الاقتصادات عن طريق خفض أسعار الفائدة، أو زيادة الإنفاق العام، كما حدث في الأزمة المالية العالمية عام 2009. ويصف براون "العالم بأنه الآن بلا قيادة" حيث يبدو الأمر أكثر صعوبة لتحقيق العمل المنسق، كالذي كان حاسما لتفادي وقوع كارثة أكبر قبل عشر سنوات. ويعرض كاتب المقال للمؤشرات التي يرى أنها ستكون السبب في حدوث أزمة مالية؛ وهي الديون، والأسواق الناشئة، والتجارة، والأوضاع المصرفية، ومخاطر نظم المعلومات. ولأن الموضوع في غاية الأهمية للعالم أجمع، ولنا كعرب نعيش في منطقة تحفل بالصراعات السياسية والعسكرية، فإنني رأيت أن ألخص للقراء الأعزاء ما ورد في مقال السيد نفيس، لعلنا نكون على بينة لما قد يحدث في العالم من حولنا.   إن أول المخاطر التي تهدد العالم بأزمة اقتصادية هي معضلة الديون التي بلغت مؤخرا رقما قياسيا جديدا يزيد عن ضعف الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويصل إلى 164 تريليون دولار. وهذا الرقم يزيد بنسبة 12% عما كان عليه إبان الأزمة المالية العالمية عام 2009 . ومن هنا جاءت دعوة مديرة صندوق النقد الدولي إلى البلدان لخفض العجز وتحسين مخزونات رأس المال المصرفية. ومن جهة أخرى تشكل الأسواق الناشئة مصدر الخطر الثاني، حيث باع المستثمرون الأصول بشكل كبير في شهر أغسطس، بحيث انخفضت التدفقات إلى هذه الأسواق إلى 2.2 مليار دولار مقارنة بارتفاع قدره 13.7 مليار دولار في يوليو. وأدى خروج الأموال إلى تراجع عملات تركيا وإندونيسيا والأرجنتين. وفي هذه الأثناء، يزداد الدولار قوة، حيث يسعى المستثمرون للاستفادة من قوة سندات الخزانة الأمريكية وغيرها من الأصول المقومة بالدولار. ومن المؤكد أن تؤثر هذه التغييرات على التجارة الدولية، بما يزيد من احتمال انتقال العدوى إلى بلدان أخرى. وتشكل التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين مخاطر جيوسياسية هائلة. فهذان البلدان لديهما أعلى تراكمات للديون في العالم بلغت48.1 تريليون و 25.5 تريليون دولار على التوالي. وأي تداعيات اقتصادية من أوضاعهما التجارية يمكن أن تضع الأسواق المالية العالمية في مأزق. ونرى بالفعل التأثير على سوق الأسهم الصينية، والتي فقدت حوالي 20 ٪ من قيمتها بالفعل هذا العام. كما تراجع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ مؤخراً إلى أدنى مستوى له في 14 شهرًا. وقد تنتشر العدوى سريعاً لبلدان أخرى.