11 نوفمبر 2025
تسجيلكثر النقاش والحوارات حول اللاجئين والمهجرين بدون جدوى ودون وصول إلى دراسة عميقة حول الموضوع وكلها تدور حول الخبر والأعداد والأحداث. ودعونا نناقش هذا الموضوع بصراحة، لأن هناك ثلاث دول اليوم تُعاني من قضية اللاجئين والمهجرين داخلياً بسبب الأزمات وهي العراق وسوريا واليمن. ثم كانت هناك قوارب الموت ورحلات العذاب وآخرها ما حصل في أوروبا، هناك المئات يموتون في البحار ولاشك هناك هجرات بحثا عن عمل كما يحصل للأفارقة وغيرهم لأوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط وقوارب الموت، وهذه معروفـة وأصبحت تقلق الغرب، ولكن هنـاك كـارثة مسكوت عنها، ما يجري في العراق وسوريا واليمن واللاجئون الفلسطينيون، فقد سبق أن تعرض هؤلاء لمذابح وأحداث وما جرى في تل الزعتر وما جرى في أحداث سبتمبر وأخيراً ما جرى لهم باليرموك مع حرمانهم من أبسط حقوق الإنسان ومضايقتهم لدفعهم للهجرة إلى أوروبا ومن ذلك وثائق السفر التي تحرمهم من التنقل بحرية والهدف هو الضغط عليهم للقبول بالتوطين في الدول الغربية التي تشجعهم على الهجرة وتحرض على ذلك لتوطينهم حسب رغبة إسرائيل بعدم حق العودة. ولذلك نجد أن عدداً كبيراً من اللاجئين العراقيين الذين هجرهم داعش وقبله الجماعات المختلقة بدعم إيران لتغيير التركيبة السكانية للمناطق العربية للسنة وهي لعبة إيرانية مقصودة بدعم خارجي. ونجد اللاجئين العراقيين هائمين على وجوههم في الأردن وفي عدد من الدول العربية وأكثرهم ذهبوا للدول الأوروبية. وكذلك نجد هؤلاء يعانون من قضية الهوية، وكذلك المهجرون داخلياً والذين مُنعوا حتى من دخول بغداد بلادهم وأرضهم إلا بكفالة وكأنهم أجانب، وهذه رسالة لم يفقهها ويدركها العرب من الخطر القادم لاحتلال إيراني للعراق بعد تهجير السنة العرب للأردن والدول الغربية. للأسف لم نجد من يقرأ الرسالة ويضغط على حكومة بغداد لحماية المدنيين والمحافظة على ديارهم ورفض التغيير الديموغرافي والتركيبة السكانية وكذلك ما يجري للسوريين.هناك قضايا يجب طرحها في مجال اللاجئين وهي اقتصار المساعدات على الغذاء والدواء فقط دون الاهتمام بجانب التعليم والثقافة والتوعية الدينية والتحصين وإعادة الأمل والمعالجة النفسية، إضافة إلى برامج الشباب وبرامج التنمية الذاتية والإعداد المهني، مسؤولية الدول والمنظمات توحيد الجهود لهذا الخصوص وعـدم تـرك اللاجئـين فريسة لأصحاب الأهواء والمصالح والأحقاد الذين يمارسوا أبشع صور الاتجار بالبشر من جانب سلوكي وخلقي واستغلال البعض لتدمير نفسيات هؤلاء وسلوكياتهم وعقائدهم وهويتهم.شاركتُ في مؤتمرات عن اللاجئين والمهجرين وآخرها في جامعة نايف، حيث تم التعرض للإحصاءات واللوائح الدولية والمشاكل دون الدخول في التفاصيل والمساعدات. ولمن من هو السبب فيما حصل لماذا لا نتحدث عن المسببين من مصالح الدول الكبرى التي هجرت العراقيين ودمرتهم نتيجة الغزو وآثاره ودور إيران حالياً في العراق وسوريا واليمن ومحاولة هيمنتها وتشريدها للاجئين وتحاكي إسرائيل في 48 وكأنهم يقومون بعمل مشترك. هناك حقائق لم يكشفها لنا المحللون عن دور إيران في تهجير المسلمين في سوريا والعراق واليمن وتغيير التركيبة السكانية واتساع الإمبراطورية. هذا أمر لا ينبغي السكوت عليه وكذلك الحماية والمحافظة على حقوقهم وأراضيهم وحقهم في العودة إلى بلدانهم وحماية سلوكياتهم وبالأخص الأطفال والشباب، ومسائل خطيرة وتهدد كل بلد عربي. ولذا أعجبت بكلمات الأمير عبد الله بن خالد الذي كان موفقاً وصريحاً في طرح الأسباب والعوامل وأصحاب المصالح. وقد تعلمنا كثيراً من هذه الكلمة والمشاركة، لأنها خرجت عن الكلام التقليدي الذي يستطيع أن يجده الإنسان في المواقع بسهولة، ولذا كان الأمير عبد الله بن خالد موفقاً في طرح الجهات المتسببة والتي قامت بالأعمال التي أدت للكارثة. ولذا فإننا بحاجة إلى مناقشة صريحة وجريئة بهذا الخصوص وكذلك قضايا الهجرة إلى الدول العربية وتأثيراتها على اللغة والعادات والسلوكيات. قضايا الهجرة سبقنا الغرب بوضع تصوراتها، أما نحن فما زلنا محصورين من قنواتنا ومحللينا في جوانب محدودة لا تتعدى المساعدات والأعداد، وإنما الأسباب والجهات المسببة والمستفيدة والآثار والأبعاد والمخاطر على مستقبل المنطقة والدول التي تخطط وتبرمج لأهدافها، والمخططات الجهنمية وراء هذا الموضوع واتخاذ الإجراءات والعقوبات لمن هم السبب في ذلك، لأن هؤلاء أمانة في أعناقنا وسيسألنا الله عنهم يوم القيامة.