11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); سواء أحببنا رئيس «الفيفا» جوزيف سيب بلاتر أم كرهناه (نكرهه في افترائه على محمد بن همام)، واعتبرناه متهماً أو مظلوماً، فيجب أن نعترف بأنه أهم شخصية مرت في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم مع تقديرنا لما كان يتمتع به سلفه البرازيلي جواو هافيلانج من كاريزما وقوة ونفوذ واحترام الجميع. ولكن بلاتر يتمتع بالحكمة، كما اعترف بذلك كل خصومه حين أعلن بعد أربعة أيام من فوزه الواضح بولاية خامسة في رئاسة «الفيفا»، أنه يعتزم الاستقالة، والأعوام الأربعون التي أمضاها في «الفيفا» موظفاً ثم أميناً عاماً ورئيساً في السنوات الـ 17 الماضية، تكسبه الخبرة والقدرة على إدارة دفة أعظم مؤسسة غير سياسية في العالم، ولا يختلف اثنان على أن بلاتر يتمتع بدهاء كبير حتى بات ابن الـ 79 عاماً يلقب بـ «الثعلب العجوز».أثبت بلاتر أنه من جيل السنديان، يلتوي ولا ينكسر، فهو ما زال حياً برغم الزلزال الذي ضرب «الفيفا» مؤخراً وبرغم تتابع تردداته بقوة، ولو لم يكن هذا الرجل سنديانياً وفولاذياً، لكان أول المدفونين في زلزال الفساد الذي أودى بـ 14 شخصاً من زملائه في «الفيفا»، وأودع سبعة منهم في السجون، وأكثر من ذلك وصلت التهم بالفساد إلى ذقنه وأصابت خصمه الأول حالياً ميشال بلاتيني الذي كان مستشاراً له في بدايات رئاسته «للفيفا» والذي كان السويسري العجوز يعتبره بمثابة الابن له…والحق يُقال، أن بلاتر أدار أزمة الفساد في «الفيفا» بحنكة فائقة وبقدرة غير منظورة على الثبات والصمود، ففي حين ظن الجميع أنه وصل لمرحلة الاستسلام حين أُقيل الأمين العام جيروم فالكه، وهو أقرب المقربين له، بتهمة فساد في ما يتعلق ببيع تذاكر مونديال البرازيل بالسوق السوداء، وحين وصل الأمر إليه شخصياً باستدعاء القضاء السويسري له بتهمة الاشتباه بإدارته غير الشرعية وسوء الائتمان ودفع غير مشروع لبلاتيني، وحين أخذ الجميع يتحدث عن مغادرته وتسلم نائبه الأول الكاميروني عيسى حياتو الرئاسة مؤقتاً، أكد بلاتر بقاءه في منصبه حتى موعد الانتخابات في 26 فبراير 2016..!!لقد أثبت بلاتر أنه عنيد ومُكابر ولا يضعف أمام الصعاب ولا يتراجع عن مواقفه، خاصة فيما يتعلق بالحملات اليائسة التي تحاول أن تشوش على «نظافة» التصويت لمصلحة مونديالي روسيا 2018 وقطر 2022، وهو تعامل بمرونة مع كل الأطراف التي عارضت إقامة مونديال 2022 في فصل الصيف نظراً لارتفاع درجات الحرارة؛ برغم أن دولة قطر قدمت تكنولوجيا تبريد الملاعب، فكان الاتفاق على نقل الموعد إلى الشتاء.وهكذا يبدو أن مونديال قطر 2022 هو الثابت الذي لم تهزه الأحداث الدراماتيكية في «الفيفا» فمع بلاتر يسير ملكاً، ومع بلاتيني الخليفة المنتظر يسير قدماً… فالفرنسي لم يخفِ دعمه المطلق لمونديال 2022 في قطر، سواءً في الصيف أو في الشتاء...