14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يعتقد البعض من أعضاء الهيئات التدريسية في العديد من المدارس أن العنف مع الطلبة باستخدام العصا وربما باستخدام اليد، وسيلة عقابية رادعة، على الرغم من أن الضرب ممنوع في تعليمات وقوانين وزارة التربية والتعليم، إلا أن الأمر يختلف على أرض الواقع اختلافا يستحق الخوض فيه.الضرب في المدارس ظاهرة قديمة لم تكن محددة بقوانين ما قبل الستينيات من القرن المنصرم، غير أن "اتفاقية حقوق الطفل" لعام 1991، و"اتفاقية مناهضة التعذيب "، وغيره من ضروب المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة لعام 1991 أيضاً، منعت الضرب في المدارس على حد سواء.ومع تطور الحياة والأساليب المعيشية لدى الأفراد والمجتمعات، وتطور العلاقة ما بين المدرس والطالب، بدأت ظاهرة استخدام العنف ضد الطلبة المخطئين أو المقصّرين في أداء واجباتهم ومن يقومون على سبيل المثال ببعض الحركات المشاغبة في الصف أو الحديث مع الزملاء أو التقصير في أي من الواجبات المطلوبة منهم، تنحسر بشكل كبير، ولكن ما يزال هناك أفراد من المعلمين يمارسون الضرب والتعنيف كوسيلة للسيطرة على الطلبة سواء في المراحل الأساسية أو الثانوية وبخاصة في مدارس الأولاد، لأنهم على الأغلب الأكثر ميلاً لعدم الانضباط ولفت النظر وإثبات الوجود.علم النفس التربوي الحديث، يرى أن المدرّس هو من يتحمّل المسؤولية على عدم انضباط الطلبة في الصف، لأن المدرّس المحترف يعرف كيف يسير الحصة الدراسية دون أن يترك مجالاً للطلبة لأن يتلهّوا بأي شيء آخر غير الدرس، أو أن يثيروا المشاكل معه أو فيما بينهم، بمعنى أوضح فان على المعلم أن ينتبه في سلوكه مع الطالب ويضبط أعصابه ويستعيض عنها بوسائل أخرى لعلاج أي مشكلة، وبالتالي لا يستخدم الضرب والعنف والتعنيف نهائيا، بل يلجأ الى خيار التفهّم واللين والمحاورة بالمنطق والحجة.ويؤكد تربويون قضوا أعواما طويلة في مهنة التدريس، أن العنف غير المبرر في المدارس والاهانات التي توجه للطلبة تولّد لديهم الرغبة في الانتقام، أو تنفّرهم من التعليم، في الوقت الذي تسعى فيه الدولة الــى تطوير العملية التعليمية، لتكون عامل جذب للطلاب للاقبال على التعليم بكل مستوياته.إن سياسة الانضباط السلوكي التي اصدرها المجلس الاعلى للتعليم منعت الضرب كوسيلة عقابية او تربوية، حيث وضعت أساسا لمــا يمكن أن تــقــوم بــه المدارس من أجل حل أي مشكلة، والتعامل مع كافة الحالات السلوكية للطلاب بأسلوب تربوي، من خلال اللوائح والقوانين التي تخدم الطالب والمعلم والادارة المدرسية، بما لا يضر بمصلحة الجميع والحفاظ على سلامة العملية التربوية.الضرب في المدارس يعتبر ممارسة لا إنسانية حاطّة بالكرامة، والطالب الذي يتعرض للضرب أو الاهانة باستمرار يصبح عدوانيا ومحبطاً، ولهذا فكل النظم تمنع الضرب في المدارس، وهو إن وجد فهو ممارسة شخصية مرتبطة بوعي المدرس، وليس جزءا من أي منهاج تربوي يجيز للمدرس ضرب الطلاب.لابد أن يعي المعلم أن الدولة وفّرت كل الامكانات المادية والمعنوية، بل وتطورت المنظومة التعليمية مـــن أجل توفير بيئات تعليمية سليمة، تساعد الطلبة على الابداع والابتكار، ليكونوا مؤهلين لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل القريب والبعيد، والمشاركة البناءة في التطوير والتنمية واللحاق بركب العلم والحضارة وفق رؤيـــة لما يجب ان تكون عليه قطر عام 2030.لابد أن يكون هناك تعاون ايجابي بين المدرّس والطالب والاختصاصي الاجتماعي وادارة المدرسة والاسرة، لمعالجة أي سلوك خاطئ للطالب، ولتوجيه الطلاب من الناحية السلوكية ومتابعتهم للحد من سلوكياتهم السلبية، والتزامهم بالأخلاق الحميدة، واحترام زملائهم.ونذكّر مع بداية العام الدراسي الحالي، أن على المجلس الأعلى للتعليم تشديد الرقابة على المدارس، وفرض قوانين صارمة تمنع ضرب الطلاب بصورة وحشية، أو الاعتداء عليهم بألفاظ يرفضها المجتمع والعادات والتقاليد، لأن التعليم فــي هذه الــحــال يتحول إلــى اتــجــاه آخــر وهــو إهــانــة الطلاب مــن خــلال ضربهم أو التلفظ عليهم بــعــبــارات غير مناسبة.