20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تتسارع الأحداث الجسام وتتكشف أهوال واقعنا العربي بصورة خاصة وواقعنا الإسلامي بشكل عام. في ظل غياب جذور جذورنا العربية العريقة وتناسي وتجاهل قيمنا الأصيلة، وإغفالنا لدستور حياتنا الإسلامية الشامل لكل مناحي مسيرتنا الدنيوية والذي يضمن لنا الحياة الآمنة المستقرة ويوفر لنا الحرية والمنعة والكرامة الإنسانية ويؤكد لنا أن العبودية لا تكون إلا لمن خلقنا وصورنا وأطعمنا من جوع وآمننا من خوف.على هذه الخطى الرشيدة سار من سبقونا فمكنهم الله في الأرض ورزقهم ملكا لم يصل أحد إليه. ودانت مشارق الأرض ومغاربها بفضل العدل والمساواة، فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى.وهنا لابد من الإشارة لأن مكارم الأخلاق هي سمات متأصلة في نفوس العرب في جاهليتهم وإسلامهم، بسبب حياتهم البدوية الطاهرة النقية والاعتزاز بالانتماء لقبيلته التي تحميه ويحميها، ويتفاخر بقوتها وكرمها. وقدرتها على حماية من يلجأ إليها ويستجير بها حتى لو كان من أعدائها، وتوصله إلى مأمنه. وعلى سبيل المثال، فإن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم، عندما لجأ إلى يثرب كان يقيم بها اليهود، وسابق على هذا أن أتى يثرب من اليمن بعد انهيار سد مأرب جمع من قبيلة الأزد عرفوا فيما بعد بالأوس والخزرج. وكعادة اليهود المفسدين في الأرض أشعلوا نار الفتنة بين أبناء العمومة، حتى أطفأها رسول الله. وأصبحوا يعرفون بالأنصار لنصرتهم للمهاجرين المسلمين، وقدموا لهم ما لم تعرفه الإنسانية جمعاء، رغم فقرهم وقلة إمكاناتهم، فقد قاسموهم كل ما يملكون من مسكن ومأكل، حتى أن المتزوج من اثنين كان يتنازل عن إحدى زوجاته لأحد المهاجرين.ولا بد من الإشارة إلى الموقف النبيل لنجاشي الحبشة عندما احتضن المسلمين الهاربين من مكة ورفض تسليمهم لأعدائهم، حتى أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم صلى عليه صلاة الغائب. فلا عجب ولا غرابة عندما يبرز وبقوة تساؤل الكثيرين وخاصة فئة الشباب منهم، هل نحن حقا من جذور عربية وأصول إسلامية؟ أم نحن اكتسبنا هذه المسميات بحكم الوراثة، حتى بتنا نخجل من هذا الانتماء لكونه من عصور الظلام، وأنا علينا أن نلحق بالحضارة الغربية، التي لا تعترف بالدين وأخلاقياته نمطا للحياة العصرية، التي تبيح للفرد الاستمتاع بكل شهوات الدنيا بلا حدود. وتمادينا في الاندفاع إلى دروب ضالة ومضللة حتى وصلنا إلى الهاوية ولم نعد نتذكر أو نعي أن وراء ما جرى وما يجري لنا من خراب ودمار، هو الغرب الصليبي، الذي لم ولن يوقف حروبه الصليبية، طالما بقي فرد مسلم سني على وجه البسيطة، كما صرح بذلك بوش الرئيس الأمريكي السابق.لقد وصل حالنا من الضعف والمهانة إلى الحد الذي بتنا كلما أصابتنا مصيبة نستصرخ ضمائر المجتمع الدولي، للإسراع لنجدتنا وإنقاذنا مما يصيبنا من نكبات صنعناها بأيدينا. أليس من الخزي والعار أن نقف متفرجين كالبلهاء أمام ما يجري في عالمنا العربي من حروب أهلية طاحنة، تستهدف الإنسان والشجر والحجر؟ ألم يأمرنا الله أن نصلح بين الفئتين المتقاتلتين وعندما تبغي إحداهما على الأخرى فعلينا أن نردها إلى رشدها بالقوة؟وأمام هذا الطوفان من الجرائم التي يعجز العقل عن استيعابها اضطرت الأسر البريئة بنسائها وأطفالها وشيوخها، إلى الهرب من الجحيم والهجرة إلى حيث الأمن والأمان. وعندما حاولوا اللجوء والاحتماء بأهلهم وإخوتهم لم يجدوا القلوب الرحيمة التي تحنو عليهم وتكون عونا لهم لحياة كريمة كما فجعوا عندما رأوا أبواب أهليهم مغلقة في وجوههم، ولا أحد منهم يعبأ لحالهم ومآسيهم، عدا ثلاث دول هي تركيا ولبنان والأردن التي وفرت الحد الأدنى من الحياة. وأمام هذا الصد من ذوي القربى، اتجهوا إلى ركوب البحر الذي رحب بهم واحتضنهم. فمنهم من وصل إلى بر الأمان طالبا رحمة أعدائهم، ومنهم من فتح البحر ذراعيه لهم ووارى أجسادهم. إن المرء لا يكاد أن يصدق أن إنسانية بعض الدول الغربية دفعتهم إلى قبول إيواء آلاف من اللاجئين، وعلى رأسها ألمانيا. كما أن مظاهر البؤس والمعاناة دفعت الشعوب الغربية إلى استعدادهم لاستضافة مهاجرين في بيوتهم، كما حدث في أيسلندا التي ربما لا يعرفها الكثيرون، حيث عرض أبناء هذا البلد استضافة أحد عشر ألف مهاجر في بيوتهم.نعود ونتساءل.. هل الدول العربية عاجزة عن إيواء هؤلاء المهاجرين إلى حين؟ ألا يمكن لكل دولة أن تتكفل بعدد منهم سواء كان ذلك على أرضها أو على أرض غيرها؟ وأنا على يقين بأن الجمعيات الخيرية في هذه البلاد قادرة على القيام بكفالة المهاجرين الذين توافق أنظمتهم على إيوائهم. إن عواقب الهجرة إلى الغرب وخيمة، فإلى جانب خسارة ذوي العقول البناءة، فإن اندماج الأطفال في مجتمعات غريبة عن بيئتهم قد تنسيهم أصولهم وأوطانهم وتفسح الطريق لتسلط الأقليات المعادية لديننا على بلادنا، فعلينا جميعا أن نستفيق من غفلتنا وأن نعود إلى رشدنا، لننقذ أنفسنا وأوطاننا من حالة التردي ونكون عونا لإخوتنا لا عونا لأعدائنا، فهل يصدق عقل عربي مسلم أن هناك من أبناء جلدتنا من يساهم في حصار أهلنا في غزة الذين يشرفون على الهلاك. ومن العجب العجاب أن نسمع أن من جنرالات العرب من يقول على الهواء: لو عرفت أن مجاهدا سيقوم بعملية ضد الصهاينة في تل أبيب لأبلغت عنه فورا الكيان الصهيوني، هدانا الله جميعا إلى ما يحب ويرضى.