27 سبتمبر 2025

تسجيل

في ذكراك الخالدة أيها الخالد.. يا أبا خالد

30 سبتمبر 2012

منذ أيام مرت علينا الذكرى الثانية والأربعون لرحيل قائد الأمة العربية جمال عبدالناصر وكانت سنين عجافا يعصف بها خريف أسود مظلم، فمنذ رحيل القائد أصبح الوطن العربي "طوفة هبيطة" واستأسدت علينا الكلاب المسعورة وأولها الكلب الصهيوني عندما غزا واحتل عاصمة دولة عربية هي بيروت عام 1982م، ثم جاءت كلاب المجرم جورج بوش وتوني بلير واحتلت بمساعدة بعض العملاء والخونة عاصمة الرشيد بغداد عام 2003م، وانفصل جنوب السودان عن السودان مؤخراً وأصبح هذا الجنوب دولة "أجنبية" حليفة للعدو الصهيوني، هذا غيض من فيض بعد غيابك أيها القائد مروراً بمحطات مظلمة أخرى. لكن شعبك الوفي الذي تربى على مبادئك وأهدافك الوطنية والقومية التي حاربت وتحارب الاستعمار وأعوان الاستعمار لم يستسلم فكانت المقاومة العراقية الباسلة وطردت قوات الاحتلال من العراق الشقيق وواجهت عدوان العدو الصهيوني على لبنان وانتصرت هذه المقاومة وطردته من جنوب لبنان عام 2000م، ثم انتصرت عليه عام 2006م، وكذلك قاومته في غزة وانتصرت عليه عام 2008م. ثم جاء الربيع العربي عندما انتفض شعبك الوفي في تونس ومصر واليمن وليبيا لإسقاط الدكتاتوريات التي تخلت عن خطك القومي العربي وها هو الشعب العربي السوري يشق طريقاً لسورية الجديدة بعيداً عن النظام الدكتاتوري. لكن هذا الربيع بدأت تغزوه الأشواك وتنمو على أرضه نباتات طفيلية غريبة ستقضي على اخضراره وزهوره خاصة في مصر القيادة والريادة، فبعد أن كافح أبناؤك وجاهدوا وناضلوا ضد الرئيس المقتول السادات والرئيس المخلوع حسني وفجروا ثورتهم ثورة 25 يناير التي كانت امتداداً لثورة 23 يوليو التي فجرتها نجد أن هذه الثورة تتراجع عن أهداف الشعب وتعود بنا إلى حكم حسني من جديد من حيث العلاقة مع الإدارة الأمريكية أو مع العدو الصهيوني بعد أن خطف هذه الثورة جماعة الإخوان المسلمين، فلم نجد تغييراً في العلاقة التبعية مع الإدارة الأمريكية التي كان حسني يتبعها ولا مع العدو الصهيوني في معاهدة كامب ديفيد التي أعلن هذا النظام الجديد تمسكه بها وكأن هؤلاء القادة الجدد يقولون عن هذه الثورة "تيتي.. تيتي.. مثل ما رحتي مثل ما جيتي"!! لكن ما يبعث على الأمل أن روحك الطاهرة وفكرك الوطني والقومي وحلمك الدائم في الوحدة العربية والعدالة الاجتماعية وفي الحرية والديمقراطية وفي الكرامة والعزة نجدها تتجدد وتنبعث من جديد في مصر القيادة والريادة وها هو شعبك العربي المصري يتوحد في جبهة شعبية واحدة ستقود سفينة مصر القيادة والريادة من جديد. كذلك نراك أيها القائد الخالد تنهض من جديد في اليمن وتونس في أحزاب قومية عربية تحلم حلمك وتسير في طريق ثورتك الخالدة وتستلهم المبادئ والأهداف التي عشت ومت من أجلها وستنهض أيها القائد، ستبقى أيها القائد الخالد الملهم لهذه الأمة رغم غياب روحك عنها لأن روح فكرك تبقى متوهجة في قلوب الشعب العربي من المحيط إلى الخليج وستبقى ذكراك الخالدة.. أيها الخالد.. يا أبا خالد.