14 سبتمبر 2025
تسجيلهذا هو وضعنا الطبيعي نحنُ كأمة عربية، لسانها الذي تنطق به واحد جاء من كلماتٍ نزلت في آخر كتبه -جل وعلا- وهو اللسان العربي وكلماته العربية الذي ينطق به جميع خلقه في جنة النعيم، إذاً سرعان ما تتقارب الأنفس عندما تلتقي مهما كان ما بينها من بعد وخلاف، إلا أنها تتفهم بعضها البعض بسرعةٍ وينتهي الخلاف، وهذا ما لقيناه وشاهدناه على أرض العراق الشقيق الذي اجتمع ليكون عوناً للعراق في بناء عراقٍ جديد، كما تغنى به الشعراء والأدباء والعلماء الذين أفصحوا عن العراق بأفضل الكلمات والعبارات، لأنه أرض مملوءة بالخير في البشر والثمر والماء الزلال من النهر، وما تحتضنه أرضها من خيراتٍ أصبح لساعة يومنا هذا يستفيد منه كل البشر وغيرهم من المخلوقات، فكان اللقاء نقياً صافياً، إذ زانته تلك اللقاءات التي أزاحت عن بعض الأنفس سحابة الصيف التي كانت تحيط ببعض الأنفس الطيبة، فالتقت بعد ما ارتوت من ماء دجلة والفرات، فكان نعم الماء الذي صفى ما بين أنفس القادة، فكانوا فعلاً أهلاً لما ينتمون إليه من لغة هي لغة كل البشر في جنات عدنٍ التي بها سيكون المستقر، فهكذا لقاء جمع النهجين على أرض الخيرات التي ترتوي من ذلك النهر، فتفتحت أنفس كل البشر المنتمين لتلك الرسالة التي جاء بها سيد البشر عليه الصلاة والسلام، وخاب ظن كل من كان يريد لهذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس، حيث أثبت لسانهم الضاد أنهم فعلاً خير البشر، فتعالت أصواتنا جميعاً، مرحباً بلقاء الأخوة الذي جمع الجميع على الحق واعتلت ابتسامة الرضى، علت وجوه كل من حضر اللقاء أو شاهده على مد البصر، فسلامنا لكم يا قادتنا، حيث اخترتم الوقت والمكان ليكون عبرةً بأننا على أرضٍ قدمتم إليها لتكون أرض خيرٍ للبشر وتثبتوا أنكم جئتم لتمدوا يد العون من أجل عراقٍ الكل فيه يفتخر، بلقائكم به كان فاتحة خير لأهله على مد البصر.