15 سبتمبر 2025

تسجيل

إنها الأنانية

30 أغسطس 2021

أتحكمك الأنانية؟!، فعندما تحكمك فأنت تحمل سلوكاً تشمئز منه النفوس الصافية والعقول الراقية، أن تحب نفسك فهذا أمر لا خلاف عليه، فأنت مجبول على ذلك. في زمن المصالح والماديات تتقدم وتعلو فيه الأنانية وتتربع على عرش الصفات السيئة ورذائل الأعمال بين أفراد المجتمع، وصاحبها يخسر الكثير. فالأناني:- يضخم الأنا ولا يرى إلا نفسه، ولا يهمه راحة من حوله ومن يعيش معه، نهاره أنا وليله أنا!. والأناني يعيش في دائرة الوهم والتصورات المرضية ولا يحكّم عقله والمنطق. والأناني يبحث بشكل دائم عن الانتباه والإعجاب فهو معجب برأيه. "وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ"، ولا يأتي العُجب إلا من أناني!. والأناني يحمل في طياته الشر والحسد وسوء الظن. والأناني يطلب من الآخرين وممن حوله في دائرته الأسرية أن يعيشوا كما يريد هو أن يعيش. والأناني ناكر للجميل ولا يقبل الأعذار. والأناني حمال النكد لغيره. والأناني مزعج في تصرفاته حتى مع أقرب الناس إليه. والأناني طويل اللسان فاسد المزاج يحتاج إلى علاج، ولكن ما هو العلاج؟. والأناني إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث يجري وراء السراب ولا يجد شيئاً. والأناني "ملقوف" يحب أن يعرف كل شيء ولا يسبقه أحد عن شيء. والأناني لا يكترث لشعور من حوله، المهم أن يحصل على ما يريده ولو بالابتزاز العاطفي والدموع المصطنعة. وكما أن هناك أنانية أفراد، فهناك أنانية دول بمعنى الاستفراد والتعالي على الدول الأخرى، وتجعل كل شيء لحساباتها الخاصة ولا يهمها إلا مصالحها ولو على حساب الغير - سياسة المصالح القذرة - كما يحدث الآن في عالم تحكمه الأنانية الشرسة. فكم نحن بحاجة إلى أن نلغي الأنانية المزعجة بكافة صورها وأشكالها من قاموس حياتنا!، لتستقيم حركة الحياة لنا سواء رجال أو نساء!. فهل نستطيع؟ وهل نقدر؟ أم إننا في زمن الماديات التي أتت على كل شيء جميل في هذه الحياة فشوهته، فجعلته يحمل هذه الصفة الخسيسة الدنيئة، فأبعدته عن محامد الأخلاق وكريم الفعال!. ولك أن تتأمل قول ابن عباس رضي الله عنهما "إني لأمرُّ على الآية من كتاب الله تعالى، فأودُّ أن الناس كلهم يعلمون منها ما أعلم". وقف كذلك على قول الإمام الشافعي رحمه الله "وددتُ أن الناس تعلّموا هذا العلم، ولم يُنسب إليَّ منه شيء". فهؤلاء الكبار صُنَّاع الحياة ما عرفوا الأنانية وما سلكوا طريقها أبداً، ولذلك تربعوا على عرش محاسن القيم والأخلاق وجميل صنائع الفعال، فهم صُنَّاع الحياة وأصحاب الرايات رضي الله عنهم. "ومضة" إنها الأنانية.. أقبح صورها عندما يرتديها إنسان وتصحبه في حركة حياته!.