13 سبتمبر 2025

تسجيل

استغلال الظروف

30 أغسطس 2018

لفت انتباهي في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي قصة موقف مساندة مع صورة حول فقير متشرد في فيلاديفيا ساعد فتاة ضائعة بمبلغ عشرين دولارا لتعبئة وقود لسيارتها والعودة لمنزلها، فحاولت شكره بدعوة الناس بحملة للتبرع له فوضعت صورتها معه ونشرتها عبر حسابها في تويتر، وجمعت له مبلغ 402 ألف دولار، المفاجأة أنها وصديقها أعطيا المشرد 75 ألفا وأخذا (327 ألفا) لهما، لكنه كان اشطر منهما فأوكل محاميا لاسترجاع 402 الف دولار اي المبلغ الذي وصلهما من المتبرعين بالكامل . والظريف في هذه القصة هو أنه في بداية الأمر سيطر الجانب الانساني على مشاعر الفتاة حين كانت لا تملك شيئا وتريد العودة لمنزلها سالمة ولم تجد من يعطيها المال إلا ذلك المتشرد المتجول في الشارع بمنطقة مقطوعة يكسوها الثلوج، وبعد أن تفاعل الناس وأبدوا تعاطفهم مع المتشرد الفقير تحولت مشاعرها الانسانية إلى استغلالية وسيطر الطمع والأنانية عليها بأخذ الجزء الاكبر من مبلغ التبرعات حتى دون التفاوض لاقتسام النصف، ففاجأهما المتشرد بتوكيل محامي للمطالبة بحقه واستيلائه على مبلغ التبرع بالكامل دون أن يترك لهم شيئاً .  خاطرة ،،، للمال لمعة وبريق يغري العيون ويفتنها واذا أطلت النظر لربما يصيبك العمى ويعميك عن رؤية قيم الفضيلة والحق والنزاهة وحب الخير للغير، فالمال لا يشتري لك أصدقاء ولكنه يحسن مستوى أعدائك إلى درجة سرقتهم لك وأنت تبتسم .