15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مع ازدياد النفوذ الروسي في ملفات الإقليم العربي، وتحديداً في سوريا والعراق، تحت عناوين مطاردة ما يسمى الإرهاب العابر للحدود، يبدو أن عين موسكو تتجه نحو الملف الأعقد، وهو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كما يحلو للبعض اختصاره ضمن هذه الرؤية القاصرة، وذلك لجهة تأدية دور لتحريك مسار المفاوضات بين قطبي هذا الصراع. كتبت بتاريخ 17 أبريل الماضي، مقالا ضمن رؤية تحليلية عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى لجمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومة (إسرائيل) بنيامين نتنياهو في موسكو، حيث سيزورانها في الفترة ذاتها، ولم يكن الترتيب الروسي متروكا للمصادفة، فبروتوكول الدعوة تعمّد ذلك، ما يعني أن بوتين رتّب مسبقا لجمع الجانبين في ضيافته، وما يعني أن هناك شيئا ما ذا صلة بآفاق العملية التفاوضية الفلسطينية الإسرائيلية، إلا أن الظروف حينها حالت دون تحقيق المسعى الروسي. الجديد في الأمر، أن رئيس (جمهورية العسكر) في مصر عبد الفتاح السيسي، أفصح عن تأييده وتشجيعه للتحرك الروسي، حين أبلغ رؤساء تحرير الصحف المصرية (الإثنين)، أن نظيره الروسي "أبلغه استعداده لاستقبال"عباس ونتنياهو في موسكو لإجراء محادثات مباشرة لإيجاد حل وحلحلة القضية"، لكنه لم يذكر ما إذا كان قد تم تحديد موعد لهذه المباحثات من عدمه، وموقف الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي منها. وكان السيسي وجه نداء غير مسبوق في مايو الماضي إلى الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل استئناف عملية السلام قبل أن يوفد وزير خارجيته سامح شكري إلى إسرائيل في العاشر من يوليو، مؤكدًا أن تحقيق سلام دائم بين الفلسطينيين وإسرائيل سيتيح إقامة "سلام أكثر دفئا" بين مصر والدولة العبرية. ولكن السؤال الذي يحتاج إلى إجابة، هل يمكن لموسكو أن تأخذ مكان واشنطن أو تشاركها، أو تستعيد دورها (دور الاتحاد السوفيتي سابقا كأحد راعيي السلام في المنطقة)، في إدارة ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟ يترتب على ضرورات إحراز تقدم في المساعي الروسية، أن تكون موسكو تمتلك أوراق ضغط كافية يمكن من خلالها تذليل العقدة الإسرائيلية، ودفع حكومة تل أبيب للجنوح لخيار السلام و"حل الدولتين"، وهي تدرك أن باريس صاحبة الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام نهاية العام الجاري غير قادرة، على استعمال ما بيدها من أوراق قليلة للضغط على إسرائيل.. وأن الولايات المتحدة، التي تمتلك ما يكفي من القدرة، لممارسة ضغوط جدية على حكومة نتنياهو للانصياع لمرجعيات عملية السلام، والدخول في مفاوضات والانتقال إلى تجسيد "رؤية حل الدولتين"، ليست لديها الرغبة في ذلك. الجديد في الحراك الذي تنشط من خلاله القاهرة بين رام الله المحتلة وتل أبيب، اللقاء الذي تم في العاصمة المصرية بين وفد إسرائيلي رفيع المستوى مع مسؤولين مصريين (الإثنين) في زيارة خاطفة لهذا الوفد، بعد ساعات من تصريحات السيسي، ليتردد على الفور بأن مصر تحاول مجددا استعراض تفاصيل مبادرة الرئيس السيسي التي طرحها منتصف مايو الماضي، لإعادة مفاوضات السلام بين الفلسطينيين و(إسرائيل). فإذا كانت القاهرة تريد سحب البساط من تحت أقدام بوتين، باعتبار أنها ترى في القضية الفلسطينية بكل تفرعاتها وتشابكاتها من دوائر نفوذها، إذن فلماذا يروّج الرئيس السيسي لتسويق مسعى بوتين؟ كانت (إسرائيل) قد رحبت بالعرض المصري، الذي تقدم به السيسي، ونتنياهو رحب بالزيارة النادرة للوزير سامح شكري لإسرائيل، وأحسب أن الترحيب الإسرائيلي بالعرض (المبادرة) والزيارة، إنما يستهدف إشاعة الوهم باستمرار عملية السلام، وتفادي أي ضغوط دولية محتملة على إسرائيل.