19 سبتمبر 2025
تسجيلما جرى في اليمن هو مرتبط ببرنامج دولي لتدمير وإشغال الدول العربية بالفتن والصراعات وجعل اليمن أرضاً خصبة للإرهاب وتصديره واستنزاف المنطقة وتدويل البحر الأحمر، ولقد انخدع بعض السياسيين وبعض ممن يدعون الإسلام أن إيران بشعاراتها الزائفة هي أملهم ولم يدرك هؤلاء الأغبياء أنها حليف الغرب وإسرائيل وأن شعاراتها تكرار لما كانت ترفعه الماركسية في الستينيات، وأذكر في فترة من فترات النظام الماركسي الشيوعي أنه كان بعضهم يقول لو حكمت الأحزاب الشيوعية وإسرائيل لأسقطنا مطالبنا بفلسطين والقدس!! اليوم كشفت إيران عن أوراقها كحليف إستراتيجي للغرب وهذا ما تصنعه في العراق وسوريا واليمن فعندما قامت إيران بالإعداد للبرنامج الإرهابي باليمن وصنعت ثلاثة جبهات وهي الشيعة المتطرفين الذين يستخدمون الدين والمذهب للوصول لأهداف سياسية ودراسة ذلك من خلال دراسات ميدانية قامت بها مؤسسات أبحاث وتواصلت إيران مع هذه القيادات، وللأسف كان العرب يتقاضون عن ذلك. وعندما بدأت الفتنة في اليمن وكانت إيران من خلال رجالها قد اخترقت الوضع في اليمن بخطة التوريث لشق السلطة وكذلك لقطع علاقات اليمن بالعرب من خلال التلاعب السياسي فمرة مع بغداد ضد دول مجلس التعاون في حرب الخليج ومرة ضد مد يد التعاون مع إيران وأيضاً التواصل مع الغرب انبطاحاً وهذا التخبط مكّن الإيرانيين من عدم الأحزاب الموالية لها تحت مسميات مختلفة وفق تكتيك معين وكذلك شراء البيوت وتخزين الأسلحة بها بعيداً عن الناس استعداداً للفترة.. وحصلت أحداث ما سُمي بالربيع وجاءت إيران إلى مخيمات الاعتصام وإدخال الحوثيين لسرقة هذا الحدث وانخدع الكثير بذلك وانشغلوا بالشعارات وفرضت إيران فصيلها كرقم مهم ووصل هؤلاء من صعدة لصنعاء وتعاونوا مع الجميع كصورة انتهازية. واليوم يغالط ويزور بعض قادة ما سُمي بالربيع في التستر عليها كارثتهم الكبرى في تمكين هؤلاء وكانوا يسخرون بكبر وجهل من ينصحهم بخطورة ذلك، وتحالف الحوثيون واجهة الأحزاب الموالية لإيران وأجندتها وكانوا يمثلون الإسلام الذي يريده الغرب والذي ينشر صراعات الماضي ويحصر الدين في قضايا آل البيت كذباً وزوراً وإشغال الأمة بقضايا الموتى من ألف سنة وأكثر بعيداً عن عظمة الرسالة الإسلامية للعالم وحصر الإسلام في قضايا علي ومعاوية والحسين ويزيد فقط، وهو أمر مبرمج ومطلوب. أعادت إيران الأمل للأسر الحاكمة المتجبرة في اليمن التي حكمت بالحديد والنار مع الجهل والفقر والظلم والتخلف وتقديس الأئمة من دون الله، وبدأت إيران في إضعاف جميع الأطراف وتعدد الجبهات من خلال الأحزاب التكفيرية الإرهابية وتأهيلها، وكذلك ورقة الانفصال، ولذا فيه قامت بدور كبير رغم شعاراتها ومغالطاتها في تحسين علاقاتها مع العرب في دول الخليج وهي تعمل بالخفاء عكس ذلك، وكان عهد أوباما هو العصر الذهبي لإيران وإسرائيل في الهيمنة على المنطقة، ولذا عندما تسلط الحوثيون بدعم من الرئيس السابق وارتكبوا جرائمهم، لم يتم حسم الموقف بسبب مواقف الغدر من بعض من اشتروهم بالمال والجاه ومكنوهم كوزير الدفاع السابق ثم اسقطوا المدن وجاءتهم القيادات السياسية في المشترك وغيره تلهث أمام أقدامهم بذل وهوان تريد السلامة والأمان، وهنا كشفت الأحداث أن هؤلاء لا قوة لهم ولا ثقل وإنما هم أصحاب طمع كراسي وأموال وهذا ما شجعهم لإقصائهم وتجاهلهم وتأديبهم وإهانتهم. وبدأت دول المنطقة تشعر بالخطر وجاءت عاصفة الحزم، وتدخلت الدول الكبرى للتدويل مما سبب في تأخير الحسم العاجل وظل ابن عمر يضلل الناس وقاحت رائحة خداعة فأبدلوه بولد الشيخ الذي سار بنفس الاتجاه وكذلك سفراء الدول الكبرى والحوارات الكاذبة المزيفة التي كانت تجرد إعادة الأنفاس والعمل على إدخال الأسلحة والعمل لترتيب القوى العسكرية والتدويل ضد مصالح العرب ولن يكون ذلك خيرا لليمن والعرب وانكشف ذلك وليس هناك إلا عاصفة الحسم بعد العزم، ولن تتحسن وتستقر اليمن إلا بالقوة والحسم، فلا مجال للحوار الذي هو أكذوبة العصر وعدم الجري وراء المستشارين الأطفال الذين اختارتهم الشرعية هؤلاء مراهقون ضررهم أكثر من نفعهم لجهلهم بما يجري وجهلهم بواقع اليمن وتاريخها وأسباب الحرب وثقافتهم من القنوات ولا يهمهم أمر اليمن وأهلها ومستقبلها بل مصالحهم ونزواتهم، ولن تتحرر اليمن على أيديهم ولا على أيدي اللاهثين وراء التدويل والدول الكبرى وإنما اليمن بحاجة لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليهم ويمدوا أيديهم للمخلصين للدفاع عن شرف اليمن وسيادتها وهويتها.