17 سبتمبر 2025

تسجيل

على ضفاف الخليج

30 أغسطس 2015

رحم الله الكاتب والإعلامي الكبير إسماعيل تامر، فبين يديه ولدت هذه الحلقات التي شكلت جزءاً مهماً في ذاكرة إذاعة قطر ذلك الجزء الذي أظل أذكره وأستحضره دوما خاصة بعد أن نلت شرف المشاركة في تقديمه لفترة من الزمن ولحلقات معدودة على ضفاف الخليج لم يكن بالنسبة لي، وربما بالنسبة لكل مستمع مجرد برنامج على خارطة البرامج الإذاعية، إنما مدرسة ثرية بالحصص المعطاءة في كل حصة أجواء مفعمة بالمشاعر والأحاسيس والشجون والعذابات والروايات والأساطير، وكل ما نشأ على ضفاف الخليج من ثقافة وشخوص وكلمات وقصص وأشعار وشعراء وذكريات أبدع كل ذلك قلم الكاتب والمخرج الذي عشق ضفاف الخليج وتعلق بها حتى أنفاسه الأخيرة، وكأنما جذوره ضربت عميقا في أرض أهداها كل إبداعه وفنه وإخلاصه ووفائه فهو لم يكتب الحلقات كجزء من عمله إنما كجزء من روحه أفرغ فيها كل كيانه كتبها بمداد الذهب لتبقى تحفر في ذاكرة الخليج أجمل اللوحات تروي للأجيال حكاية الحياة التي ولدت واستمرت على هذه الضفاف كتبها بأحرف حالـمة يلتقط من خلالها الأصداف.. ينظم العقد ليكتمل ويضيء عبر الأثير ومن شروق شمـس القلائد في الصحراء، تألق عطاؤه الصادق وكأنه لازال يهمس أن الإبداع صورة شفافة لكل منا الحق في التطلع إليها وسبر أغوارها.. كأن إبداعه هدية لنا في أجمل غلاف على ضفاف الخليج من الكنوز الرائعة التي تحتضنها مكتبة الإذاعة. أتمنى لو يعاد بثه في أي وقت فهو عمل فني إعلامي أبدعه الكاتب المخرج لكل زمان ومكان، أما في هذا الزمان فنحن بحاجة لمن يروي لأبنائنا هذه الحكايات الخليجية التي تأخذنا إلى عمق الأصالة وترحل بنا نحو الجذور النبيلة الأصيلة التي منها تشكلت حياتنا وإبداعاتنا.