10 سبتمبر 2025

تسجيل

كيف نطور جمعيات النفع العام ونحقق استدامتها

30 يوليو 2024

«لا يستطيع الإنسان أن يكون كاملاً إذا لم تكن الإنسانية كاملة» مارتن لوثر كينغ تزخر دولنا الخليجية بالكثير من دور الرعاية والجمعيات الخيرية والتي تعتبر عناصر أساسية في المجتمع، حيث تساهم في تقديم الدعم والرعاية للفئات المحتاجة. وتحقيق الاستدامة في هذه المؤسسات يتطلب تحويلها إلى منظمات تعمل بفعالية وكفاءة وفق أسس مؤسساتية متينة. ان تحويل الجمعيات الخيرية للعمل المؤسساتي المستدام يمكن أن يعزز من تأثيرها الإيجابي على المجتمع ويضمن استمرارية خدماتها على المدى الطويل. وفي ظل التوجه العام للخصخصة في غالبية قطاعات المملكة، استعرض هنا أفكارا لتطوير المنظمات الخيرية من نواح عديدة. من الناحية المالية 1. تنويع مصادر التمويل: بالاعتماد على مصادر متعددة للتمويل مثل التبرعات، المنح الحكومية، والشراكات مع الشركات الخاصة، اضافة للعمل على تطوير برامج عضوية ومساهمات شهرية تضمن تدفقات مالية ثابتة. 2. إدارة مالية فعالة: تبني نظما محاسبية شفافة ودقيقة، وإعداد ميزانيات وخطط مالية سنوية ومراجعتها بشكل دوري. ومن الناحية الاجتماعية 1. بناء شراكات مجتمعية: بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والشركات والمؤسسات التعليمية، مع تنظيم حملات توعية مشتركة وزيادة الوعي بالقضايا الاجتماعية. 2. تعزيز التفاعل المجتمعي: إشراك المتطوعين وتعزيز ثقافة التطوع، والعمل على تنظيم فعاليات مجتمعية تشجع على المشاركة والدعم. من الناحية الإدارية 1. تطوير الكوادر البشرية: تقديم برامج تدريبية مستمرة للموظفين والمتطوعين. والسعي لجذب المواهب المتميزة والاحتفاظ بها من خلال بيئة عمل محفزة. 2. تحسين الهيكل التنظيمي: وضع هيكل تنظيمي واضح يحدد الأدوار والمسؤوليات. إضافة لتعزيز نظام الحوكمة والشفافية في اتخاذ القرارات. ان عناصر العمل بالمنظمات الخيرية وتطويرها يتطلب وجود قيادة فعالة تعتمد على رؤية واضحة وخطط استراتيجية محكمة مع تشجيع أسلوب الإدارة التشاركية واستقطاب القادة ذوي الخبرة. كما يتطلب ذلك بناء فريق عمل مؤهل ومدرب بشكل جيد مع توفير بيئة عمل داعمة ومحفزة للنمو المهني. كما يجب تنويع مصادر التمويل وتطوير خطط استدامة مالية. واستخدام التكنولوجيا لتحسين الكفاءة التشغيلية. والابتكار في تقديم الخدمات وتطوير البرامج والمشاريع. ان الوصول لعمل مؤسساتي مستدام يتطلب: • وضع خطط استراتيجية واضحة تتناسب مع رؤية ورسالة المؤسسة، والعمل على إعداد خطط طويلة وقصيرة الأجل تشمل أهدافاً قابلة للقياس. • تعزيز الحوكمة والمساءلة بوضع سياسات وإجراءات داخلية لضمان الشفافية. وإنشاء لجان رقابية مستقلة لمراجعة الأداء المالي والإداري. • تطوير البنية التحتية بالاستثمار في التكنولوجيا والأنظمة المعلوماتية مع تحسين المرافق والموارد لتلبية احتياجات المستفيدين. • بناء شراكات مع شركات القطاع الخاص، والمؤسسات التعليمية والتدريبية لتعزيز الموارد والدعم. • تعزيز المشاركة المجتمعية، بتنظيم فعاليات توعية لتعزيز الدعم والوعي بقضايا العمل الخيري مع العمل بموازاة ذلك في تطوير برامج لجذب المتطوعين وإشراكهم بفعالية في انشطة المنظمة. ختاما فإن تطوير دور الرعاية وجمعيات النفع العام وتحقيق استدامتها يتطلب تبني نهج مؤسساتي شامل يعتمد على التخطيط الاستراتيجي، الحوكمة الرشيدة، والتفاعل المجتمعي. ويستلزم ذلك تبني مجموعة متنوعة من البرامج التطويرية التي تركز على الابتكار، التمويل المستدام، فمن خلال هذه الاستراتيجيات، يمكن تعزيز تأثير هذه المنظمات وضمان استدامتها في تقديم الدعم والخدمات للمجتمع.