09 نوفمبر 2025

تسجيل

يومٌ ليس كباقي الأيام

30 يوليو 2014

كم نفرح ونحن نموت على حسن الخاتمة، وكم نسعد أن نلقى الله بقلبٍ سليم، ولطالما العيد مناسبة عظيمة للتقارب والتسامح بمواصلة الأهل والأرحام لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ( لا يدخل الجنة قاطعُ رحمٍ)، لنتسامح في هذه الأيام، أقبل العيد مبتسماً إلينا يحمل الفرحة والسرور لصغارنا، كما أنه فرحة لنا نحن الكبار برفع أعمالنا لشهر رمضان الكريم والذي رحل بسرعة، وهنا تحضرني عبارة: (يا راحلاً قبْلَ الأجَلْ لِمَ الرَّحيلُ على عَجَلْ؟ )، والعيد يوم ليس كباقي الأيام ، فهو أجمل الأيام بعد وداع شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير والمنعة والرخاء، فلنتواصل مع بعضنا البعض خصوصاً مع أولئك الذين قطعونا، كما يجب علينا زرع الابتسامة في صغارنا الأبرياء، (أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض)، فيجب معاملة صغارنا معاملة حسنة كما يجب علينا أن نزيد من اهتمامنا بهم في هذه الأيام بأن نعطيهم الهدايا والحلويات ونشبع رغباتهم بأخذهم للحدائق والمنتزهات ومناطق الترفيه والألعاب ، فهم ينشدون دائماً:أيها العيد مرحباً *** بك يا عيد من جديد.أنت أقبلت زائراً *** فلبسنا لك الجديد.فرح الناس كلهم *** حين أقبلت من بعيد.أيها العيد مرحباً *** بك يا عيد من جديد. وفرحة العيد تتجسد وتظهر في الصغار أكثر من الكبار، وحتى نستمتع بأوقاتٍ طيبات خالدات في هذه الأيام، يجب علينا أن نؤجل أحزاننا بالكف عن البكاء واسترجاع الأحداث الأليمة والذكريات المحزنة في فقد عزيزٍ لدينا، حيث الحزن يؤثر سلباً على صغارنا، فنحن نريد في هذه الأيام أن يكون الجميع فرحا مسرورا، كما يجب أن نصل أرحامنا وأقاربنا، حتى تتجلى سماحة أيام العيد. أيضاً هي فرصة لنسامح زوجاتنا المنفصلات ويا حبذا أن نجدد حبل الود من جديد لنعود إليهنَ ويشرق عش الزوجية بشكله الجديد الذي نريده، ما أحلاها من أيام خصوصاً إذا قضيناها دون خلافات ومشاكل زوجية، فلنطلق الأماني لأيامٍ قادمات لم نعشها بعد، ومواصلة الذين قطعونا بإعادة العلاقة من جديد، وهذا لأمر مهم لا يفعله إلا الحليم المتسامح، والحلم سيد الأخلاق، ولعلها أيام يسطرها التاريخ بأحرفٍ من نور في أذهان المسلمين، وما مضى لن يعود أبدأ، ونحن لا ندري قد لا ندرك العيد أو رمضان مرة ثانية، فلنسرع لنسامح بعضنا بتجديد العلاقة التي انقطعت أو شابها الفتور لتنتعش من جديد كجسر للصداقة والتآلف. أخيراً يجب أن نعمل على إسعاد أطفالنا ومضاعفة فرحتهم بالإحسان إليهم وأن نمنحهم الإحساس والشعور بالأمان، فهم أبرياء طلباتهم يجب أن ننفذها بقدر الإمكان، فهل لك برسم بسمة في وجه طفلٍ بريء؟ وهل لنا أن نتواصل لإرجاع علاقة مضى عليها زمن؟ إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وكل شيء عند الله محفوظ لا يضيع أبداً، والجزاء من جنس العمل، فلنعمل على التسامح ولنثري روح العلاقات التي انقطعت، حتى يعم السلام بروح المحبة والتواصل، وكل عام وأنتم بخير، وكل عام وأنتم كما أنتم بين البنفسج والندى عطرٌ يزيل كآبة الأشياء فينا. أخيراً ولأنَ الحلم سيد الأخلاق، ليكن بعد الجفاء يبقى الصفاء وحسن الوفاء، ولنتسامح في هذه الأيام المباركات الخالدات ونتصافح ليعم الخير والحب والمودة، ولتثق تماماً أيها القارئ الكريم وأنت تعلم جيداً أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، فلتكن أنت أول من يبادر بذلك.