15 سبتمبر 2025
تسجيلتركنا الدار البيضاء متوجهين إلى مدينة دولة المرابطين "مراكش" وتعني: مر بسرعة، بلغة البربر، وهي تعد حاضرة الدولتين "المرابطين" و"الموحدين". وبسبب مسافة الطريق وحرارة الشمس استسلمنا للنوم، فنتيجة لوقوع مراكش في الاتجاه الجنوبي لدولة المغرب فإنها تمتاز بجوها الصحراوي، فأنت على جوانب الطريق تلاحظ تنوع الطبيعة المغربية من الجو الريفي الذي يمتاز به الشمال المغربي من خضرة الأرض وبرودة الجو إلى الطبيعة الصحراوية الجرداء والحارة، كما تتناثر البيوت الطينية على جوانب الطريق ببساطتها وفقر أهلها. وعند وصولنا لمدينة مراكش استقبلنا مرشدنا السياحي، عبد العزيز، وأخذنا إلى مسجد "الكتبية" الذي كانت أبوابه مقفلة عند وصولنا وهو مما أثار استغرابنا، حيث إن الوقت كان وقت صلاة الظهر، ولكننا قمنا بطرق الباب فقام أحد القائمين على المسجد بفتح الباب وسألنا عن سبب قدومنا؟!، فأجبناه بأننا قدما للصلاة، فأخبرنا بأن من عادتهم تأخير وقت الصلاة مدة ساعة وذلك امتثالا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أبردوا بالظهر، فإن شدة الحر من فيح جهنم". والإبراد بالظهر يقصد به تأخير أداء صلاة الظهر عن أول وقتها عند اشتداد الحر وللفقهاء فيه قولان، بالسنية والرخصة، وهو عموما من باب يسر الشريعة والتخفيف عن الأمة. ونظرا لأننا على سفر وبقي على أداء أهل المسجد للصلاة قرابة الساعة فقد قمنا بالصلاة جماعة قصرا ـ ركعتين، وصلى معنا الأخ عبد العزيز وهو مقيم ولكنه سلم معنا فقمت بتنبيهه بأن عليه أن يتم صلاته أربع ركعات ويسجد للسهو، فقام بإتمام صلاته وشكرنا على التنبيه. وعند خروجنا من المسجد دار بيننا وبين مؤذن المسجد حديثا شيقا، أدعه للمقال القادم إن شاء الله.