16 سبتمبر 2025

تسجيل

معركة عين جالوت (مرآة الماضي للحاضر) (3)

30 يوليو 2013

العز بن عبدالسلام وقطز:في خطبة الجمعة وبالجامع الأموي، يشخص العز بن عبدالسلام الواقع المرير ويفضح التحالف القائم بين ملك دمشق والصليبيين، ويوجه الأنظار إلى خطر التتار الزاحف على الديار، ويدعو الأمة إلى الاتحاد ويأمر الملك عمادالدين اسماعيل باعتقاله وعزله عن الناس، فتنطلق الجماهير بعد صلاة الجمعة مطالبة بإطلاق سراحه فيضطر الملك لنفيه إلى مصر، فيستقبله ملكها استقبال الأبطال المجاهدين، وقد كانت بين العز بن عبدالسلام والصالح نجم الدين أيوب مراسلات لتحقيق الوحدة ضد العدوين (التتار والصليبيين) ولم يمض وقت طويل على وصول العز مصر حتى قام الصالح إسماعيل بالهجوم على الصالح أيوب، ويكون انضمام المظفر قطز إلى جيش مصر بداية للمواجهة الحاسمة، ويعود قطز إلى استاذه في وقت كانت مصر تشهد صراعات مستمرة على السلطة في الداخل والصليبيين من الخارج. مصر وهزيمة لويس التاسع وأنباء الغزو الخارجي: • شارك قطز في معركة دمياط ضد الصليبين، وكتب الله النصر للمسلمين. • قدم وفد من دمشق برئاسة القاضي بن العديم يستفز المصريين على قتال التتار الذين اقتربوا من الشام، وانعقد مجلس بين يدي المنصور ابن المعز أيبك، وتشاور الحضور بشأن جمع الأموال لمساعدة الجند فوجه الشيخ العز بن عبدالسلام كلامه إلى المماليك ما مؤداه إذا انفقتم كل ما لديكم وتساويتم والعامة في الملابس سوى آلات الحرب بحيث لم يبق للجندي سوى فرسه التي يركبها عندئذ خذ ما تشاء من أموال الناس. • وكان المنصور شابا ضعيفا عاجزا عن اتخاذ موقف حاسم أمام صراع المماليك في الداخل والخطر الأجنبي من الخارج. • نصّب قطز نفسه حاكما، وقد برر ذلك أمام ابن العديم وحضور الفقهاء بقوله: (لا بد للناس من سلطان قاهر يقاتل عن المسلمين عدوهم، وهذا صبي صغير لا يعرف تدبير المملكة). • ولما استقر الأمر لقطز كتب إلى الملك الناصر من خلال ابن العديم يطمئنه لنجدته. • يتبين من ذلك مدى تأثر الأوضاع الخارجية بالأوضاع السياسية في مصر، فعلى الرغم من الخلافات الإقليمية بين دمشق ومصر وقفت مصر إلى جانب الشام من أجل نصرة الدين وإعلاء كلمة الله.