13 سبتمبر 2025

تسجيل

بر الوالدين ومبادرة "رد الدين" لهما..

30 يوليو 2012

لقد كان لمبادرة المؤسسة القطرية لرعاية المسنين فى هذا الشهر الفضيل، واختيارها لشعار "رد الدين للوالدين" عنواناً لبرنامجها الرمضانى، عظيم الأثر الطيب على نفوس كبار السن وخاصة ممن انشغل عنهم أبناؤهم بزخم الحياة وغيرها من الأسباب التى تسببت للأسف فى إغفال البعض لحقوق وبر ورد الدين للوالدين، الجميع استعد بكافة صور واساليب الاستعداد لاستقبال شهر رمضان، تفاوتت نسب الاهتمام بالعبادة وغيرها من الأعمال الصالحة ومن بينها بر الوالدين والأقارب واليتامى، اختلفت برامج الأسر والأفراد، واختلفت الاولويات، فالبعض وضع على قائمة برنامجه الرمضانى التحضير والتجهيز لإقامة الولائم لضيوفه من الأصدقاء والزملاء والمعارف والأقارب وغيرهم، فى حين وضع آخرون على قائمة برامجهم الرمضانية خطة للعبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، الجميع استعد لاستقبال الشهر الفضيل وإن اختلفت البرامج، إلا أن السؤال المهم الذى يطرح نفسه فى مثل هذه الأيام المباركة، هل وضع الجميع ضمن قائمة برامجهم الرمضانية وليس على رأسها بر الوالدين والأقارب واليتامى؟ إن الفرصة مازالت قائمة رغم مرور الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان المبارك، فهناك عشرة أيام ثانية وعشرة أيام ثالثة، مازال أمام كل من أغفل حق الوالدين فى البر ورد الدين لهما الفرصة لتعويض ما فاتهم من أيام أغفلتهم أمور الدنيا فيها عن بر الوالدين، أغفلتهم شؤون وأمور الدنيا عن منح الوالدين السعادة فى مثل هذه الأيام المباركة، للأسف قد يخسر البعض فى مثل هذه الأيام فرصة حصد أجر إسعاد الوالدين وبرهما كما علمنا ديننا الإسلامى، قد ينشغل البعض بالإفطار أغلب أيام رمضان بعيداً عن الوالدين بسبب الزواج أو العمل أو الإفطار برفقة الأصدقاء والمعارف، ومهما تعددت الأسباب فعلى الجميع مراعاة الإفطار مع الوالدين والأبناء والزوجة ولم شمل الأسرة الواحدة فى مثل هذه الأيام المباركة، على الجميع الحرص كل الحرص على إسعاد الوالدين وبرهما وبر الأقارب واليتامى والمساكين فى كل الأيام وخاصة فى مثل هذه الأيام المباركة، إن مجرد قيام الأبناء بالإفطار إلى جوار الوالدين وبرفقتهما الأحفاد أمر كفيل بإدخال السعادة إلى قلوب الوالدين، لقد أوصانا الله سبحانه وتعالى بالوالدين وقال فى كتابه "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا"، إن أكثر من يقدرون قيمة وجود الوالدين هم من فقدوا احدهما او كليهما، إن بر الوالدين والأقارب وصلة الأرحام من الامور التى يتوجب علينا الاهتمام بها ووضعها على قائمة استعداداتنا لاستقبال كل مناسبة وطوال أيام السنة، وفى ختام مقالتي أشكر المؤسسة القطرية لرعاية المسنين على اختيار شعار برنامجها الرمضانى، كما أشكر كل الجهات التى تعاونت مع المؤسسة لتنفيذ هذا البرنامج ومنها إدارة الدعوة والإرشاد بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزارة الثقافة والفنون والتراث، ومؤسسة الشيخ عيد الخيرية، وأخيراً نأمل أن يكون توجيه الأبناء نحو إسعاد الوالدين وبرهما ورد الدين لهما مثمراً، وأن تكون رسالة المؤسسة القطرية لرعاية المسنين قد وصلت إلى الاغلبية لما فى ذلك من فائدة عظيمة ستعم على الجميع بإذن الله فى الدنيا والآخرة.