12 سبتمبر 2025

تسجيل

المجازر سلوك (إسرائيلي)

30 يوليو 2006

يخطئ من يظن ان الحرب العدوانية البربرية التي تشنها الدولة العبرية اليوم على لبنان هي حرب عشوائية، أو جاءت بلحظتها دون تخطيط مسبق، او تجهيز معد له سلفا، بل هي حرب تأتي في سياق سياسة ممنهجة ومبرمجة، وهي سياسة درجت عليها الدولة العبرية قبل الإعلان عن قيامها، وربما الذاكرة العربية على رغم ما يعتريها من نسيان وضعف شديد وترهل، فإنها تذكر جيدا المجازر التاريخية التي ارتكبتها (اسرائيل) في فلسطين سواء في دير ياسين او قبية او نحالين او كفر قاسم او بلد الشيخ او حيفا او قيصارية. . وغيرها المئات من المجازر المروعة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية سواء اورغون او ستيرن او الهاغاناه، وفيما بعد شكلت هذه العصابات ما يسمى بجيش الدفاع الاسرائيلي، اي ان الجيش الاسرائيلي اليوم هو نتاج عقلية التدمير والقتل والمجازر والمذابح. ونعرف ان المجازر الاسرائيلية لم تقتصر فقط على ارض فلسطين، بل طالت ارض الكنانة مصر، وما مجزرة مدرسة بحر البقر عام 1970 التي لقي فيها 46 طفلا عنا ببعيد، وما مجزرة صبرا وشاتيلا وقانا، وعدوانها الصارخ على لبنان منذ عام 1982 بالاجتياح، ثم بالعدوان في عام 1996، والهجمة البربرية اليوم، إلا شواهد على ان الدولة العبرية هي دولة قائمة على القتل والمجازر والتشريد. . ، سعيا لتوسيع اطماعها ، وسيطرتها على العالم العربي، والوصول الى التطبيق الفعلي والعملي للحدود التي تطمح اليها، وهي (حدودك يا اسرائيل من الفرات الى النيل)، وهو شعار مرفوع في الكنيست الاسرائيلي بصورة علنية، لذلك فان اسرائيل ترفض تحديد حدودها، او رسم معالم ذلك، فعلى الرغم من مرور قرابة 15 عاما على ما يسمى باتفاقيات السلام مع الجانب الفلسطيني، فإن القادة الصهاينة يرفضون فكرة رسم الحدود، ويصرون على الانسحاب من طرف واحد من الاراضي الفلسطينية (غزة والضفة)، في حين أن حقيقة الامر ان ما تسمى اليوم باسرائيل هي ارض فلسطينية بالكامل. هناك اعتداءات اسرائيلية ارتكبت في مختلف الدول العربية، ومساع تخريبية هدفها إحداث المشاكل والاضطرابات والخلخلة في المجتمعات العربية، سواء كان ذلك في مصر أو الاردن أو سوريا أو تونس أو العراق . . . ، فضلا بالطبع عن فلسطين ولبنان، ولكن للاسف فإن الذاكرة العربية تنسى ذلك، وفي كل مرة تنسى تلك المجازر والاعتداءات، وتحاول الوثوق بالوعود الاسرائيلية، على الرغم من ان الدولة العبرية وعبر شواهد تاريخية لا تحترم العهود والمواثيق التي ابرمتها، بل ان هذه الدولة أقدمت على ارتكاب مجازر وقتل بحق عاملين واعضاء في منظمات دولية، مثل مجزرة قانا عام 1996، والمجزرة الاخيرة بحق العاملين بالقوات الدولية في لبنان، واغتيال ممثل الا• المتحدة في فلسطين عام 1948 الكونت برنادوت، وتفجير فندق داود في القدس عام 1947 الذي راح ضحيته 97 بريطانيا، من مواطني الدولة التي منحت اليهود الحق بإقامة وطن لهم في فلسطين. هذا هو جزء يسير من مسلك الدولة العبرية، في فترة وجيزة ، وفي اسطر محدودة ، فماذا ننتظر منها اذن ؟. باختصار العدوان الغاشم الذي تقوم به اليوم في لبنان وقبله في فلسطين، هو لإدخال الرعب والتخويف والترويع في قلوب الناس ، وبالتالي لإخلاء المناطق والقرى، وتهجير ساكنيها، كما حدث في فلسطين قبيل قيام هذا الكيان. المطلوب لبنانيا وفلسطينيا الصمود، والمطلوب عربيا وإسلاميا وقفة صادقة، فلو سقطت هذه المقاومة فإن الدور سيأتي على دول اخرى.