15 سبتمبر 2025

تسجيل

ما أجملها

30 يونيو 2022

من أيام، ومن أوقات، ومن لحظات، نفحاتها من أجمل النفحات، وأيامها من أفضل أيام العام، إنها أيام العشر من ذي الحجة، "أفضل أيام الدنيا العشر". فيها ما فيها من الخير الواسع والمباهج والأشواق، إنها فرصة للاستثمار والتألق، والعائد كبير من هذا الاستثمار بفضل الله وكرمه. "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ"، فمن عرف مكانة وقيمة وشرف هذه الأيام أتى على استثمارها خير استثمار بما يقدر عليه وسعه، وابتعد عن كل ما ينقصها ويكدر صفوها. مشكلتنا - من غير تعميم- أننا لا نُحسن استقبال الفرص، تُشغلنا التوافه عنها، وتُشغلنا ملذات الدنيا عن ورود نفحاتها، وتأخذ من أوقاتنا منصات التواصل الاجتماعي عن التزود من هذه الأيام الغالية. والحذر الحذر من كل ما يشوّه هذه الأيام، والابتعاد عن مواطن الغفلة والجفاء والملهيات، ولنجعلها إيماناً واحتساباً وطاعة وقربة له سبحانه وتعالى، ولا شيء أنفس من أن تُستثمر هذه الأيام في طاعة وعمل المعروف في مساحات الحياة والباب مفتوح، فمن الغبن ومن الغفلة أن تأتينا هذه الأيام "أفضل أيام الدنيا العشر"، ولا نأخذ من نفحاتها شيئاً!. (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ))، صناعة التغيير في "أفضل أيام الدنيا العشر". فلنجدد الصلة مع الله تعالى قبل رحيل العام رجالاً ونساءً، شباباً وفتيات، ولنحسن الاستقبال والعيش في رحاب هذه الأيام العشر، وما قيمة الإنسان إذا لم يستثمر هذه الفرص التي تحفه وتظله، فما احوجنا أن نفرح ونستبشر بهذه الأيام وبجمال أوقاتها ونسائمها. "أفضل أيام الدنيا العشر". فكم من عزيز حبيب - رحمه الله- رحل عنا ولم يُدرك هذه الأيام!، وكم من صاحب صحيح أتاه المرض فأقعده مرضه - شفاه الله - عن استثمار هذه النفحات!. ومن استوعب هذه المعاني وغيرها وأخذ منها ما يؤهله إلى معالي الأمور، عرف أنه يُسقى من موارد التوفيق، فنفحات الخير لا تنتهي، ولنحمد الله الكريم سبحانه وتعالى على نعمة العافية وبلوغ هذه الأيام، "أفضل أيام الدنيا العشر"، فالفرص والنفحات تأتي وقد لا نرد عليها في قادم الأيام. "ومضة" أيامها يسيرة فلنغتنمها ولنستثمرها ففيها أمهات العبادة.