13 أكتوبر 2025

تسجيل

النظام الأمريكي العالمي

30 يونيو 2019

إيجاد كتلة اقتصادية قادرة على مواجهة النزوات الأمريكية المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران كشفت مدى زيف المصطلح المتفق عليه وهو "النظام العالمي" , وذلك بعد أن اكتشفت أوروبا أنها لا تملك من الأمر شيئًا, فالتزامها بالاتفاقية النووية مع إيران تبعه وعود من الإتحاد الأوروبي بوضع نظام مدفوعات بين دول الإتحاد وبين إيران, وبعد جهد جهيد ومع مرور الزمن لم تستطع قارة أوروبا ممثلة في الإتحاد الأوروبي تنفيذ وعدها لإيران باستمرار نظام المدفوعات أو إيجاد نظام مدفوعات بديل, كذلك وعدت أوروبا إيران بتمكين شركاتها العاملة في إيران من الاستمرار في العمل وتزويدها بالحماية الكافية لتستطيع إكمال المشاريع المنوطة بها داخل إيران, إلا أنها عجزت أيضًا عن تحقيق هذا الهدف حيث ضغطت أمريكا على الشركات الأوروبية وأخرجتها من إيران, وتملك الولايات المتحدة أكبر سوق في العالم من ناحية حجم الاستهلاك وعدد المستهلكين, أو من ناحية حجم المشاريع, بالإضافة إلى أن الأدوات المالية والتشريعية التي بالإمكان توظيفها ضد أي شركة من الشركات, باعتبارها خرقت القانون الأمريكي, وعليه تحرم من السوق وتغرم ويتم إيقاف تعاملاتها بالدولار الأمريكي. بعد هذه الأحداث كان من الواضح أن أوروبا لا تملك من أمرها شئ, فقطاعها المالي يدين بالولاء للولايات المتحدة الأمريكية, ونظم الدفع مثل سويفت وغيرها تأتمر بأمر أمريكا, وشركاتها لا تملك حمايتها من التأثير الأمريكي, مما سوف يكون له الأثر الكبير على التحولات في النظام الأمريكي العالمي إلى محاولة تحقيق النظام العالمي, وما سيدعم هذا الجهد من قِبل أوروبا ستكون الصين وروسيا وتركيا وإيران وبعض دول أسيا. ما نعيشه هو اللحظات الأولى للتحولات في النظام العالمي الأمريكي إلى نظام أكثر إبتزازًا وأقرب على كونه نظام عالمي, فمن الواضح ضرورة إنشاء نظام مدفوعات لا تتحكم به الولايات المتحدة الأمريكية, وهذا يُعني عُملة رئيسية وفي أقرب الاحتمالات سيكون اليوان الصيني هي العملة الرئيسية المتفق عليها, كذلك ضرورة إيجاد كتلة اقتصادية قادرة على مواجهة نزوات أمريكا, فما نراه هو مواجهة سياسية مع أوروبا وتركيا, ومواجهة تجارية مع الصين وأوروبا واليابان, وعليه لابد من إدراج أمور أساسية أخرى مثل الإنترنت والأمن السيبراني. ومن تطورات الأزمة الأمريكية أيضا مع إيران من ناحية، ومع الصين من ناحية أخرى أن الاتحاد الأوروبي قال إنه وجد بدائل تجارية مع إيران في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني بعد انسحاب الولايات المتحدة، خطوة رحبت بها إيران ولكن رأتها غير كافية، لكن هذا أقصى شيء يمكن أن يفعله الاتحاد الأوروبي، أما الصين فإنها أعلنت أنها ستترك الدولار وتتعامل هي وروسيا بعملاتهما الوطنية، في محاولة للقضاء على عالمية الدولار الذي يعد العملة العالمية الأكثر قوة، وخاصة أن الصين تخطو هذه الخطوة بعد العقوبات المفروضة على شركة هواوي العملاقة، تلك العقوبات التي تسببت في خسائر جمة للشركة التي تفوقت على أمريكا في الذكاء الاصطناعي واستطاعت غزو السوق بشكل كبير.