19 سبتمبر 2025
تسجيلبالتأكيد دروس بدون مقابل.. دروس لا تفخيم فيها ولا تمجيد.. دروس في البناء.. دروس في العزة والثقة.. دروس من شعب له تاريخ وحضارة ومكانة وحضور متميز.. دروس من قيادة تصنع الإنجازات..دروس في صناعة القرار.. دروس في الأرقام الصعبة..دروس في أن أكون أو لا أكون.. دروس في التلاحم الشعبي بجميع مكوناته مع القيادة، والقيادة مع الشعب.. دروس من جيش قوي ومتمكن لا يقتل شعبه ولا يمتهن كرامته ولا يستبيح دمه.. دروس من جيش لا يرضى أن يكون عميلاً لأجندة خارجية ولا إلى صعاليك ولا إلى سفهاء قاصري العقول.. دروس من جيش حامٍ لأمنه وحدوده وقيادته وشعبه، ولا يفض ميادين ولا يزهق أرواحا بريئة من شعبه لينصّب ظالما وباغيا ليصبح بعد ذلك عميلاً من الدرجة الأولى بلا منافس..دروس من الإعلام التركي المتعالي عن السفاسف. كم أنتِ كبيرة يا تركيا بتاريخك وحضارتك ومعالمك وطبيعتك ومآثرك وشعبك ونهضتك وتقدمك وبديمقراطيتك، وبحب جميع الأحرار والشرفاء لكِ. علّميهم يا تركيا كيف تُصنع الإنجازات وتُحقق الرفاهية والأمن والأمان للشعب والراحة لمن يزورك، يرى ذلك القاصي والداني واقعاً حقيقياً. وكم أنتِ صغيرة أيتها الدول مهما كان حجمكِ يا من تعادين تركيا وشعبها وقيادتها وجيشها ونهضتها وإنجازاتها. تركيا لا تبيع الوهم لشعبها بمشاريع ورؤى مزخرفة وبوزارات سعادة لا تحقق إلاّ التعاسة، ولا تتدخل في شؤون الآخرين كما يفعل سفهاء القوم من بني عرب. وكم هم صغار العقول سفهاء مع أنهم حملة شهادات علمية، ويعتبرون أنفسهم محللين سياسيين، وأنهم يدرّسون علم السياسة في جامعاتهم، ويكتبون ويحللون الأحداث، فتراهم لا يفهمون في السياسة ولا يعرفون ولا يفقهون التحليل السياسي ولا أدواته ولا قيمه، سوى الحقد الدفين والتزييف والتزوير للحقائق والتضليل لعوام مجتمعهم، وتمييع المفاهيم والمصطلحات، وقبل كل ذلك زيادة لأرصدتهم البنكية، إنهم مرتزقة. عَلّميهم يا تركيا كيف تكون الديمقراطية..! وعلّميهم كيف يصنع الأتراك القادة لوطنهم قديماً وحديثاً ومستقبلاً..! وعلّميهم كيف تكون الإنجازات والابتهاج بالإنجازات..! متى يستوعب العرب هذه الدروس؟ يكفيكم أيها العرب تضييعاً وتبذيراً لأموال شعوبكم وأجيالكم، وسرقة مقدراته، وإقامة مشاريع وهمية ملوّنة ورقية طنانة رنانة تافهة، يكفيكم عمالة وتصهينا أكثر من الصهاينة. سؤال.. هل العرب — بدون تعميم — يجيدون فقط صناعة العمالة والانبطاحية للغير؟. "ومضة" وصدق حضرة صاحب السمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني يحفظه الله حين دعا: "اللهم اجعلنا من الذين تحبنا شعوبنا ونبادلها حباً بحب" واتمنى من إدارة المطار أن تكتب وتعلق هذا الدعاء باللغتين العربية والإنجليزية بمطار حمد الدولي عند المغادرة والقدوم. فهل نستوعب المعنى الكبير والمساحات الواسعة لهذا الدعاء من سموه — يحفظه الله — ويستثمره جميع العرب في تحقيق المحبة المتبادلة بين الشعوب والقادة ولصناعة الإنجازات العملية الحقيقية حاضراً ومستقبلاً.