15 سبتمبر 2025

تسجيل

المكتون بنار "الانقسام الأسود".. إلى متى؟

30 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في بدايات انطلاقة العمليات الفدائية، وتحديدا في عام 1968، كانت تؤرق الفدائيين ذوي التوجه الوحدوي في كل منظمات المقاومة، قضية وحدة البندقية الفلسطينية، وبالتالي الوحدة في إطار جبهة واحدة، والاتفاق على برنامج نضالي مرحلي وآخر استراتيجي، بدلا من هذا التشتت لخمس عشرة منظمة فدائية بأسماء مختلفة، على أن يشمل هذا المخطط قيادات وكوادر الداخل الفلسطيني أيضا. ورغم المساعي الحثيثة للوطنيين الفلسطينيين، والعرب الحريصين على وحدة المنظمات الفدائية حينها، للوصول إلى هذا الهدف الوطني النبيل، إلا أنها ذهبت سدى، لعدة أسباب، الأوّل: حرص القيادات على مكاسبهم ومصالحهم الشخصية ضمن التنظيم المنفرد. الثاني: تدخلات بعض من الأنظمة العربية الرسمية لجهة صياغة المشهد الفلسطيني والتحكم فيه، وفي قراره السياسي وفق مصالحها. الثالث: إغراق الساحة بمنظمات فدائية لتكون امتدادا للأنظمة العربية. الرابع: التنافس الدموي بين حركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لقيادة المشهد الفلسطيني. الخامس: أصحاب الرأي المعاكس لوحدة المنظمات الفدائية من أدعياء الثورة (المنظّرون)، فأسقط بيد دعاة التوحيد والوحدة.هذه الخلفية الذهنية، مقدّمة لقراءة مختصرة لما ورد في حديث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في اللقاء الرمضاني مع الإعلاميين بالدوحة خالد مشعل (أبو الوليد)، وتحديدا ما يتعلّق بقضية المصالحة، وإعادة توحيد (أشلاء) الوطن الفلسطيني، وأسباب فشل جولات الحوار، واستحقاقات اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة واتفاقية الشاطئ في غزة، وأخرى ذات صلة.ما لفت في كلام أبو الوليد، تلك المصداقية النبيلة، باعترافه بأن قطبي الثنائية الفلسطينية، فتح وحماس، اقترفا أخطاء (لم يذكرها) أدّت إلى "إخفاق جولات المصالحة"، وهذا بالمنطق السياسي، موقف جيّد أن يعترف قائد في وزن مشعل بالأخطاء، ويحسب له.مشعل كان دبلوماسيا في حديثه في التلميح إلى الجولتين الأولى والثانية بداية العام الجاري من حوار المصالحة في الدوحة، بإنجاز: "خطوات معقولة"، لكنه لم يوضّحها، ولو بإيجاز، حتى يتمكن المراقبون والمهتمّون بهذا الملف البناء على ذلك، وبأن الأمور تسير بالاتجاه المرسوم والصحيح.وعندما تحدّث أبو الوليد عن المحطة الثالثة من حوار المصالحة بالدوحة، كانت مجرّد إشارة سريعة: "المحطة الثالثة عملنا ولكن هناك بعض التباينات في بعض المسائل وقلنا لنعد الكرة بالرعاية القطرية الكريمة فنحن ما زلنا في الطريق". (لم يعط إيضاحات)، فاعتبرها متابعون أنها موجهة أساسا إلى الطرف الآخر، وتابع: "ستستمر الجولات وهناك محطات صعبة، لكننا مصرّون على أولوية إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة". وهنا يطرح السؤال: متى؟ فالضحية هنا الشعب الفلسطيني الذي بات يتلهّف لإنهاء الانقسام الأسود. هذا الحديث السياسي للقيادي الحمساوي، مع احتفاظه بلغة دبلوماسية لتلافي الدخول في التفاصيل، يقودنا إلى القول بأن قضايا الخلاف والاختلاف بين فتح وحماس، أعقد مما نتصوّره نحن الذين خارج الأطر التنظيمية للحركتين، وألا نضع هذه القضايا الخلافية في إطار الأماني والرغائب، ويبقى السؤال معلقا.. إلى متى سيبقى هذا الشعب الصابر والمجاهد يئن تحت وطأة الانقسام المقيت؟لنضم أصواتنا إلى الوطنيين الغيورين للضغط على القيادات الفلسطينية لمواصلة جلسات الحوار وإجراء مراجعة شاملة للخروج من الأجندات والحسابات الفئوية، وتغليب لغة العقل والمصلحة الوطنية، وبالتالي وضع خطة جادّة تضمن سرعة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني لمواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال ووحشيته ضد الشعب الفلسطيني، وإنهاء التشتّت والتشرذم الجغرافي والسياسي للشعب الفلسطيني، الذي أسهم في تعقيد القدرة على الاجتماع والتفاهم وصناعة القرار، ومن هنا أرى أن البداية في هذا السياق يجب أن تنطلق من مبادئ اتفاق مكّة المكرّمة في فبراير 2007 لإنفاذ الاتفاقات اللاحقة (القاهرة، الدوحة، غزة).. وإلى الخميس المقبل.