18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا يخفى على أحد أهمية أجهزة وسائل الإعلام المختلفة، وتأثيرها في أوساط جمهورها، أياً كانت شرائحهم، الأمر الذي جعل من الإعلام في حد ذاته محوراً مهماً لبناء العقول أو تحطيمها، وذلك بقدر ما يحمله الإعلام ذاته من محتوى.وليس خافياً على المتخصصين في مجال الإعلام أو المشتغلين به عموماً، بأن هناك من يتحين الفرص في وسائل وأجهزة إعلامية لتسطيح عقول المتلقين، مقابل حرص وسائط أخرى محدودة على إثرائها.غير أن محاولات تسطيح العقول، وهو الشائع في هذا العصر بكل ما يحمله من تقنيات متسارعة، هو الغالب، وهو أمر ليس وليد اليوم، ولكنه يمتد إلى القرن الماضي، عندما كادت المنظومة الإعلامية تكتمل بظهور الإذاعة، وقبلها الصحافة، وبعدهما التلفزيون، ولم يكن وقتها قد ظهرت القنوات الفضائية بعد، أو ما يعرف تالياً بالإعلام الجديد، على نحو ما هو واقع في عالم اليوم.هذا الإدراك لأهمية الإعلام وقبل بلورته بالصورة التي عليها من تقنيات حديثة أدركها وزير إعلام النازية "جوزيف جوبلز"، عندما قال: "اعطني إعلاماً بلا ضمير أعطيك شعباً بلا وعي"، وهي المقولة التي تعد أحد الأساطير في مجال الحرب النفسية، وأشهر ما استخدم في المعارك الحربية.وما أشبه الليلة بالبارحة، حينما جعلت الفضائيات العربية نفسها في حرب مع مشاهديها، فعملت على تسطيح أدمغتهم إن لم يكن محوها، بتغيير ما كانت تعتقده من صور راسخة في الأذهان، على نحو ما يذاع حالياً في بعض القنوات العربية من دراما تنسف كل ما هو راسخ في أوساط العقلية العربية والإسلامية بشأن المجتمع الصهيوني الغاصب لفلسطين المحتلة، وهو العمل الذي يجمل شخصية هذا المحتل الغاصب، في تطور جديد يحمل كثيراً من المعاني حول مستقبل الصراع العربي- الإسرائيلي بكل مآلاته.تطويع الدراما لغسيل أدمغة الناس، وإقحامها في مثل هذه القضية المصيرية للعرب والمسلمين، خاصة في رمضان، ينسجم مع الهدف الذي صرح به "جوبلز"، وهو ما يرد عليه العالم "باولو فريري" بأن تضليل عقول البشر يعد بمثابة أداة للقهر، وتطويع الجماهير لأهداف خاصة، وهو ما ندد به أيضاً الكاتب الأمريكي الشهير "هربرت شيللر" في كتابه الأشهر "المتلاعبون بالعقول".كل هذه المعطيات وبراهينها تجعلنا أمام واقع ينذر بخطر جسيم على الأدمغة العربية، وما يراد لها حالياً، وما يخطط أن تكون عليه في المستقبل، وفق معطيات العصر الراهن في عالمنا العربي، بكل ما يشهده من تطورات.