18 سبتمبر 2025

تسجيل

التطرف هو نتيجة

30 يونيو 2015

مع أي حادثة تتسم بالعنف ضد مدنيين، ترتفع الأصوات هنا وهناك حول ضرورة منع كل ما من شأنه أن يؤدي إلى انتشار ثقافة العنف بالمجتمعات، ولعل آخرها أحداث التفجير في الكويت والهجوم على السياح في تونس.. وتلكم حوادث تأتي ضمن سلسلة مستمرة من أحداث عنيفة تجتاح المنطقة العربية، ولا يوجد أي مؤشر على قرب توقفها أو اختفائها.لاشك في أن مثل تلك الحوادث يمكن وصفها أو اعتبارها نتائج لأداء ما، تم في وقت سابق أو ما زال مستمراً، وهذا بدوره يفسر بأن غالب تلك النتائج هي ردود أفعال قد تنتهي بتوقف البواعث والمحفزات.الأخطر في مثل هذه الأحداث أو ردود الأفعال، هو ذاك الاستغلال البغيض لها لتحقيق مصالح أو برامج ممنهجة من قبل أطراف، سواء كانت على شكل مجموعات أو دول.المهم في هذا الأمر ولكي لا نضيع في متاهات التنظير وتوزيع التهم على هذا وذاك وتلك، هو التوجه الصحيح نحو المسببات والبواعث ووأدها في المهد، إن كانت متجددة، أو بتر القائمة منها بصورة وأخرى، بدلاً من اللف والدوران حول النتائج والتعمق في ذلك، كمن ينشغل بإطفاء الحريق ويلوم النار، وينسى الشرارة التي أشعلت تلك النار، أو تحديداً من قام بإشعال تلك الشرارة ومن قام على تغذيتها أو تصنيعها أو ما شابه.لاحظ أن غالبية تصرفاتنا حيال مثل هذه التصرفات غير المدركة لكثير من العواقب، والتي يروح ضحيتها مدنيون وتتسبب في فقدان نعمة الأمن والأمان، أنها عبارة عن ردود أفعال لحظية تنتهي حالما تبرد القصة أو يتم الانتهاء من إخماد النار، دونما كثير إلتفات إلى المسببات ودراسة كيفيات منع تكرار وقوع تلكم النتائج أولاً، ومن ثم معرفة الدوافع وعلاجها، قبل أن تتجدد وتشتعل نار أخرى ويتكرر الفيلم نفسه، فنظل ندور حول أنفسنا إلى ما لا نهاية!