02 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الدعاء عبادة تقوم على سؤال العبد ربَّه والطلب منه، وهو من أقوى الأسباب في دفع المكروه، وحصول المطلوب، وهو مِنْ أَنْفع الأدوية للأمراض، وسببٌ لدفع المكروهات والكربات، وهو استعانة من عاجزٍ ضعيف بقويٍ قادر، واستغاثة من ملهوف بربٍ مُغيث، وتوجه إلى مصرِّفِ الكون ومدبِّر الأمر، لِيُزيلَ عِلَّة، أو يَرْفَعَ مِحْنَة، أو يَكْشِفُ كُرْبَة، أو يُحَقِّقُ رَغْبَة، وهو أحد أسباب دفع ورفع البلاء الذي نزل بالعبد ولم ينزل .فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( إِنَّ الدعاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نزلَ ومِمَّا لمْ يَنْزِلْ، فَعليكُمْ عِبادَ الله بالدعاء ) رواه الطبراني وحسنه الألباني .وللدعاء آداب ينبغي مراعاتها والأخذ بها حتى يكون الدعاء مقبولاً مستجاباً، وله موانع تمنع إجابته، وهذه هي بعضها: أسباب قبول الدعاء: ـ الإخلاص: يأتي في مقدمة شروط قبول الدعاء الإخلاص لله، وإفراده سبحانه بالقصد والتوجه، فلا يدعو إلا الله، ولا يسأل أحداً سواه، قال الله تعالى: { فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ }( غافر الآية:14)، وقال تعالى: { وَأَنَّ المَسَاجِدَ للهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا }(الجنّ الآية: 18) . ـ الاطمئنان واليقين بقبول الدعاء: من أسباب قبول الدعاء قوة واليقين بقبول واستجابة الله ـ عز وجل ـ للدعاء، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ) رواه الترمذي، ومن ثم فعلى المسلم أن يطمئن ولا يتردد، ولا يستعجل الإجابة، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئتَ، ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، إنه يفعل ما يشاء، لا مُكْرِهَ له ) رواه البخاري. ـ الخوف والرجاء وخفض الصوت في الدعاء:يقول الله ـ عز وجل ـ: { ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ }(الأعراف الآية 55 : 56)، ويُستنبط من ذلك وجوب الخشوع والتضرع والرجاء في الدعاء.ـ الكسب الحلال:أمرنا الله ـ سبحانه ـ بذلك فقال: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }(البقرة الآية: 168)، وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( أيها الناس !، إنَّ الله طيب لا يقبل إلاّ طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيم }ـ الدعاء بالخير وعدم الاستعجال:عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ أنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( ما على الأرضِ مسلِمٌ يدعو اللَّهَ تعالى بدعوةٍ إلَّا آتاهُ اللَّهُ إيَّاها، أو صرفَ عنْهُ منَ السُّوءِ مثلَها، ما لم يدعُ بمأثمٍ أو قطيعةِ رحمٍ، فقال رجلٌ منَ القوم: إذًا نُكثرُ، قال: الله أَكثَرُ ) رواه الترمذي. أسباب عدم قبول الدعاء: ـ عدم الإخلاص فيه، فالله ـ سبحانه ـ أمرنا أن ندعوه مباشرة من غير واسطة أحد، قال تعالى: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }(البقرة الآية: 186)ـ أكل الحرام وشرب الحرام ولبس الحرام:من أعظم موانع استجابة الدعاء أكل وشرب ولبس الحرام، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ذكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يده إلى السماء يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك ) رواه مسلم .ـ القلب الغافل: من موانع قبول الدعاء أن يدعو الإنسان وقلبه غافل عن ذكر الله وطاعته، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه ) رواه الحاكم.ـ عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: من أسباب عدم قبول الدعاء ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعن حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن أن يبعث عليكم عذابا منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم ) رواه الترمذي.ـ الدعاء بإثمٍ وشَرّ، واستعجال القبول:عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله وما الاستعجال؟، قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويَدَعْ (يترك) الدعاء ) رواه مسلم، وفي رواية ابن حبان: ( لا يزالُ يُستجابُ للعبدِ ما لَمْ يَدْعُ بإثمٍ أو قطيعةِ رحِمٍ ما لَمْ يستعجِلْ، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟، قال: يقول: يا ربِّ قد دعَوْتُ وقد دعَوْتُ فما أراكَ تستجيبُ لي، فيدَعُ الدُّعاءَ) . ـ المعاصي:صاحب المعصية يتسبب في حرمان نفسه من النعم التي من جملتها استجابة الدعاء، فإن المرء قد تصيبه المصيبة ويُحرم النعمة بسبب ذنب أذنبه، قال الله تعالى: { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ }(الشورى الآية: 30 )، قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : "بالورع عمَّا حرم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح "، وقال أحد السلف: " لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي ".