10 سبتمبر 2025

تسجيل

رمضانيات (3)

30 مايو 2019

ذات مرة كتبت منذ سنوات قيام البعض باصطحاب فلذات أكبادهم الى صلاة التراويح، وهم في اعمار الطفولة، وأقل بكثير من سن البلوغ، وكان رد أحدهم: هل دورك أن تمنعنا من الأمر، وهل دورك ان تكتب مثل هذا الكلام، انني اعود فلذات اكبادي على القيام بمثل هذا الأمر، وهذا الكلام مردود على امثالك، وماذا يضرك حضورهم، تناسى ذلك الأب ان هؤلاء الاطفال الصغار يمارسون براءتهم عبر اللعب في اروقة المسجد. «فحموّد مثلاً يأخذ طاقية عبود.. وابراهيمو يصارع رشود». وهكذا يتحول الأمر الى مشهد عبثي ويسبب الارباك للمصلين مع الاسف، بل إن الأمر الأسوأ الآن حضور بعض النساء الى صلاة التراويح برفقة الرضع، وصياح الرضع، هنا نسأل أين الخشوع؟ هذا شهر الصوم والعبادات والرحمة، أول بادرة في هذا الاطار أن يرحم المسلم أخاه المسلم من كل ما يشكل عقبة امام ادائه لفروضه. ولكن ماذا نقول وأن النصيحة قد تحوّلت الى وبال على الانسان، وحكايات هذا الشهر مع الاسف لا تنتهي.. فقد ذكر أحد رواد مجلس «بو أحمد» كيف أن أحدهم قد غشه وهو يشتري السمك. وكيف اصيب بالصدمة عندما وجد أن البائع قد استبدل بعض الاسماك الطازجة بما لديه من مخزون، ذلك انه كان يثق في البائع. وعندما لامه في اليوم الثاني انكر البائع، بل وردد بكل سذاجة كلمة رمضان كريم، رمضان كريم. وكأنما هذه الكلمة جواز المرور الى الجنة، نعم رمضان كريم، والله اكرم، ولكن مع الأسف أن الصيام لديه فقط الامتناع عن الاكل والشرب أو أن الايمان مرتبط فقط بهذا الشهر، هل الصيام فقط طقس أم عبادة روحانية، ما يحزّ في النفس مع الأسف أن الآخر قد عرف الآن تبعات الأمر فأصبح يمارس هذا الدور على المواطن القطري، هل معقول أن يقف عند مكائن الدفع في بعض المحلات الكبيرة عدد من الآسيويين في انتظار أن تحاسب على مشترياتك، وأن تدفع له ما بقي من مبلغ قد يكون زهيداً، دون أن يقدم هذا العامل أي عمل. فقط يمارس الاستجداء الرخيص وإذا نطقت بحرف فإن امثال «بو سعد» في مجتمعنا ما اكثرهم وهم يصرخون، رمضان كريم!. [email protected]