18 سبتمبر 2025
تسجيل** أسّس وزارة المعارف وقادها بجدارة واستحقاق منذ حقبة الخمسينيّات ** على يده انطلق التعليم الحكومي وسار على نهج الآباء والأجداد نحو التقدم ** له الفضل في نشر التعليم بكافة مناطق وحدود قطر من شمالها إلى جنوبها ** عرف بأخلاقه الرفيعة وهمته العالية لبناء هذا الوطن والتفاني في خدمته الحديث عن الشيخ جاسم بن حمد بن عبدالله آل ثاني وزير التربية والتعليم في قطر والمتوفى سنة 1976 م .. حديث ذو شجون .. فهو من رجالات قطر الرواد الذين سجل لهم التاريخ بأحرف من نور نظير جهوده التاريخية التي لا تنسى لما قدم من إنجازات ستبقى عالقة في ذاكرة هذا الوطن إلى الأبد بإذنالله تعالى . وجهود الشيخ جاسم الشبابية : كانت ملموسة وبارزة أيضا .. حيث اهتم بتأهيل الشباب في قطر عبر اهتمامهبإقامة المعارض والمهرجانات السنوية سواء في المدارس او على استاد الدوحة .. وهو ملعب عشبي تم تشييده في الدوحة العاصمة في الخمسينيات والذي شهد الكثير من الفعاليات الشبابية والرياضية والكشفية منذ تلك الفترة حيث كان بمثابة المتنفس الوحيد في ذلك الوقت للاحتفالات الرسمية لطلاب المدارس كما كانت تقام عليه مباريات كرة القدم للأندية الرياضية الكثيرة فيتلك الايام الخوالي بالرغم من تغيير بعض اسماء هذه الاندية بعد ذلك التيتأسست منذ الحمسينيات مرورا بفترتي الستينيات والسبعينيات ومن ثم الثمانينيات حيث تم دمج الكثير من هذه الاندية .. ومنها : النجاح والعروبة والتحرير والنصر والجسرة .. وغيرها . وبالفعل : كانت جهود الشيخ جاسم بن حمد مذهلة منذ ذلك التاريخ من خلال الاهتمامبشكل خاص بالشباب، والتي كانت جبارة ولا يمكن نسيانها .. ونحن اليوم نجني ثمار تلك المبادرات الاولى التي اسست ذلك الجيل ليخرج لنا اليوم البذرة الجديدة المكملة لذلك الجيل الذي كان يتمسك بمبادئ دينه وقيمه العربية الأصيلة وهويته القطرية . بداية التعليم النظامي الحكومي: وهي فترة مهمة من تاريخ نشر التعليم والثقافة ورعاية الشباب في قطر ..وتبدأ مع عام 1957 م .. ففي هذه الفترة أو قبلها بفترة قصيرة اهتم الشيخجاسم بالتعليم الحكومي مع تأسيس اول وزارة في البلاد للمعارف والتي تغير اسمها بعد ذلك الى مسمى وزارة التربية والتعليم ورعاية الشباب .. وكان وزيرها الشيخ جاسم حتى وفاته عليه رحمة الله بعد أن تسلمها من شقيقه أميرقطر الراحل الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني المتوفى سنة 2016 م .. وهو ما ساعد على تأسيس مجتمع قطري سليم سلاحه العلم من أجل التغيير وبناء دولة حديثة عبر بناء المراكز والأندية العلمية والأدبية والثقافية والرياضية .. مع تأسيس بعض المعاهد والمراكز العلمية والتطبيقية والاتحادات الرياضية. ولهذا : قد وفرت الدولة ميزانية خاصة لكل هذه الفعاليات والمشاريع الوطنية الخلاقة في عهد الشيخ جاسم بن حمد .. كما تم افتتاح " المعهد الديني " وكان اول مقر له في المحكمة الشرعية مقابل الديوان الاميري .. ومن بعده انشئت مدرسة الصناعة وكذلك مدارس تعليم الكبار .. اما المعلمون من اعضاء هيئة التدريس في هذه المدارس فقد تم جلبهم من بعض البلدان العربية وكانوا على قدر من الكفاءة والتعلم .. مثل : فلسطين وسوريا وبلاد الشام ومصر والعراق والسودان ولبنان ونجد .. وغيرها . أما مدراء التعليم في قطر : فقد توالى على هذا المنصب ( مدير المعارف ) الذي استحدث في عهد الشيخ جاسم بن حمد فتوالى عليه عدة اشخاص وهم من بعض البلدان العربية .. نذكر منهم : - عبدالبديع صقر (مصر) - عبدالله عبدالدايم (سوريا) - عبدالرحمن سمرة (مصر) - مصطفى الدباغ (فلسطين) - عبدالرحمن عطية (سوريا) - كمال ناجي (مصر) رحمهم الله جميعا . كلمة أخيرة : لا يمكن لكل من عاش على أرض قطر قديما إلا وان يتذكر هذه الشخصية الفريدة من نوعها في بناء وارساء قواعد التعليم في هذا الوطن .. فقد كان – رحمه الله – صاحب رؤية وطموح الى ان غادر هذه الدنيا .. فقد احبهالصغير قبل الكبير .. وبادلهم نفس الحب وبخاصة ابناءه من طلاب المدارس من خلال سهره على راحتهم وتوفير الجو الملائم لهم للدراسة من اجل تخريج اجيال تفخر بها قطر . [email protected]