14 سبتمبر 2025
تسجيلذات مرة قرأت أن الصديق الملحن القدير سراج عمر قد ألقى بكل تراثه الغنائي في الشارع، احتجاجاً على واقع يغلف حياته، وأنا قد تزاملت مع الفنان القدير في كثير من المهرجانات وفي لجان التحكيم والمؤسف أن العديد من الفنانين قد ابتعدوا عن التعاون معه في مجال الاستفادة من موهبة هذا الموسيقار حتى تحوّل إلى رقم لا يذكر حتى في مجال الغناء السعودي، مع أنه كان واحداً من فرسان مرحلة مهمة من مراحل الإبداع عبر أصوات مهمة ومؤثرة مثل المرحوم طلال مداح والفنان القدير محمد عبده، هذا بجانب الأصوات العربية من مشرق ومغرب أرض العرب.داء النسيان والنكران داء عربي، فهل يتذكر الآن أحد مجموعة من الفنانين على رأسهم القدير الكبير المحضار أو محمد سعد عبدالله أو أحمد قاسم أو محمد مرشد ناجي أو سالم الصوري، موزة سعيد، يوسف فوني، عبدالله بوشيخة، علي خالد، جابر جاسم، وغيرهم.دعونا من هؤلاء، هل يحتفى مثلاً بتاريخ كوكبة من المبدعين ساهموا في تقديم الغناء الخليجي للآخر.. هل هناك مثلاً جائزة سنوية تقدم في معهد الموسيقى في الكويت باسم الموسيقار أحمد باقر أو الموسيقار عبدالرحمن البعيجان؟ هل يكرم في الفعاليات الغنائية أسماء شعراء ساهموا بدور بارز في مجال الغناء مثل خليفة جمعان، جاسم صفر، حسن كمال، مبارك الحديبي وغيرهم.نعم هناك مهرجان وبرامج شو.. في العديد من القنوات الخليجية يتم الدعاية لها.. ولكن هل اقترب أحد من تراث موسيقار سعودي اسمه عمر كدرس؟ أو فوزي محسون؟ أو تذكر عيسى جاسم الموهوب البحريني الذي رحل عنا سريعاً، حتى لا أقول هل يتذكر أحد مثلاً المبدع أحمد الزنجباري، هل داء النسيان داء عربي؟ نعم.. ففي الغرب مثلاً يحتفى مثلاً بأي موهبة حتى بعد رحيلهم.لقد رحل الفنان القدير حسن علي درويش، فهل تذكره أحد سوى الصديق عبدالسلام جاد الله والفنان إبراهيم حبيب.. نعم لقد غاب حسن علي سنوات احتجاجاً على واقع مرّ.. ولكن من حقه علينا أن نتذكر إبداعاته.. والمؤسف أننا نطبق المثل الشهير "البعيد عن العين – بعيد عن القلب"، وسلامتكم.