13 سبتمبر 2025

تسجيل

الوقف الإسلامي والدور الذي يلعبه في تنمية المجتمع (أ)

30 مايو 2015

قال صاحبي: إن للوقف الإسلامي والمؤسسات الوقفية دوراً مميزاً في تاريخ الحضارة العربية والإسلامية، حيث الإكبار لهذا التشريع الإسلامي وتهيئة أسباب النجاح لرقيه والتقدم في النواحي الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.لقد كان نظام الوقف في الشريعة الإسلامية من أهم الممولين لنظم التعليم والرعاية الاجتماعية والصحية وبقيت تؤتي أكلها حتى هذه الأيام، وفي هذا إحياء للحضارة الإسلامية العظيمة التي تعيد للأمة عزتها وكرامتها ومجدها الضائع.وقد تراجع هذا النظام في القرن العشرين بسبب السياسات الاستعمارية في العالم العربي والإسلامي ومحاولة هذه القوى تعطيل تشريعات الإسلام بما فيها الوقف، إلا أن هذه الأمة شهدت توجهاً جديداً لإحياء هذه القيم والمؤسسات؛ لبعث دورها، وتفعيل خدمتها، لتعود إلى أدوارها الراشدة في خدمة المجتمع.وتسعى الأمة العربية والإسلامية إلى استعادة ماضيها المجيد، وصنع مستقبلها المشرق، ومن تمام تعاليم الشريعة الإسلامية السامية، وتشريعاتها العظيمة، أنها شرعت الوقف الإسلامي، وذلك لأهداف وغايات نبيلة، تقوم بالمحافظة على مال الدولة واستغلاله بعمل المشروعات الخيرية، كالمدارس والمساجد والجمعيات وغيرها، كما أن الوقف الإسلامي هيأ جواً مناسباً لزرع بذرة الخير والعطاء في نفس كل مسلم.ويعتبر الوقف الإسلامي من أهم المعاملات التي كانت حاضرة على مر العصور، فهو بحد ذاته عنصر أساسي في بناء الحضارة الإسلامية وتدعيم ركائزها، فالوقف حق مكتسب للموقوف عليهم من أبناء الأمة، وليس تابعاً لفئة معينة، وتعود فوائده بالنفع على جميع أفراد المجتمع، ولقد أولى كثير من الدول الإسلامية على مر العصور اهتماماً كبيراً بالأوقاف، وذلك لما يترتب عليها من منافع تشمل الدولة وأفرادها، فهي ركن من الأركان التي يقوم عليها بناء العمل الخيري وتطويره، وتحقق أهدافاً تنموية للمجتمع في شتى المجالات الدينية، والاجتماعية، والاقتصادية، والتعليمية، والصحية، وغيرها.كما أن الوقف عنصر مهم يقوم على تحفيز المسلمين لبذل الغالي والنفيس من أجل مساعدة الآخرين في الدنيا، والفوز بالأجر والثواب من عند الله عز وجل في الآخرة.وبالله التوفيق.