24 سبتمبر 2025

تسجيل

صباح مستقبل مصر في صباحي

30 مايو 2012

لا شك أن ثورة 25 يناير بدأت تترنح وبدأت تتألم وتتوجع خوفاً من خطفها أو سرقتها خاصة بعد فوز مرشحين للرئاسة لا يمثلان ضمير ووجدان هذه الثورة، فالأول الدكتور محمد مرسي مرشح الأخوان المسلمين يحاول اختطافها من الثوار، والثاني الفريق أحمد شفيق يحاول سرقتها، بينما الثوار خرجوا من سباق الرئاسة وخروجهم لا يعني أن الثورة ماتت أو هزمت أو توقفت وإنما يعود السبب إلى أن هؤلاء الثوار لم ينظموا صفوفهم جيداً أمام مرسي وشفيق، فالأول يملك قدرة تنظيمية قوية يحركها الأخوان المسلمون، والثاني يملك قوة فلول النظام المخلوع وأدواته المنتشرة بمفاصل الدولة والتي استمر بناؤها مدة أربعين عاماً من هياكل الفساد يضاف إلى ذلك أن الثوار لا يملكون المال الذي لعب دوراً أساسياً في الانتخابات.لكن خسارة الثوار لا تعني نهاية الثورة ولا تعنى هزيمة الثورة فهم إن خسروا صناديق الاقتراع التي كانت مفتوحة للمال والنفوذ والخديعة، فإنهم كسبوا ضمير ووجدان الشعب المصري.الفوز الكاسح الذي أذهل الجميع وفاجأ الجميع للمرشح حمدين صباحي كان انتصاراً متوقعاً لأنه يمثل ضمير ووجدان الثورة ويمثل حلم وأمل المصريين لأن حمدين حمل لواء ثورة 23 يوليو المجيدة ومبادئ قائدها وقائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر ولأنه كذلك حقق هذا الفوز الساحق والكاسح الذي لم يكن يتوقعه الكثيرون بل أنه فاز على مرشح الأخوان المسلمين في معاقله المعروفة وفاز على البقية من المرشحين الذين دفعوا بقواهم المالية والإعلامية واستطاع أن يحقق المركز الأول شعبياً.هذا الفوز وهذا الانتصار للمرشح حمدين صباحي دفع المرشحين مرسي وشفيق إلى التودد له ومحاولة إغرائه بمنصب قادم أو دور قادم وأعتقد أن صباحي سيكون أقوى من إغرائهما وأقوى من محاولاتهما وسيرفض أن يكون تابعاً أو كومبارس في جوقة مرسي أو شفيق لأنه القيادة والريادة وهو الأولى بمثل هذه القيادة والريادة لأن الشعب المصري اختاره لهذا الدور بالغالبية الساحقة في حال استبعدنا الذين قبضوا المال والذين يحاولون الحفاظ على هذا المال من الفلول الفاسدة.حمدين صباحي يحمل حلم الشعب المصري بكل فئاته وأطيافه في الحرية والعدالة والاستقلال وفي الكرامة والعزة والوحدة العربية وهذا هو حلم كل العرب من المحيط إلى الخليج وهذا يدفعه الآن ويدفع الملايين التي اختارت برنامجه الانتخابي إلى بناء حزب سياسي يلتف حوله الملايين ويبدأ منذ الآن للانتخابات الرئاسية القادمة بعد أربع سنوات، فـ"صباح مستقبل مصر في صباحي".