12 ديسمبر 2025

تسجيل

الهروب من التعليم!!

30 مايو 2011

بدأ تطبيق نظام المدارس المستقلة منذ عدة سنوات وتم التدرج في توزيع المدارس على مناطق الدولة حتى تم تعميمها وإلغاء ما يسمى بالمدارس الحكومية، ولكن ومنذ أن تم تطبيق هذا النظام ولم نسمع من أي أحد سواء من أولياء الأمور أو من كثير من العاملين في هذه المدارس المستقلة أي ثناء ومدح لهذا النظام!! فأولياء الأمور يرون أنه فاشل بكل ما تحتويه الكلمة من معنى لأنهم يرون مستوى أبنائهم في هبوط ونزول في المستوى غير مبرر ويعيشون معهم معاناة في التعليم بحثهم على القراءة وحل الواجبات التي بدورها لم ترفع من مستوى الطلاب، ويعترف الكثير من العاملين في هذا النظام بفشل هذه التجربة ولكن العمل فيها هو مصدر رزقهم!!، ولذلك نرى أن أكثر أولياء الأمور باتوا يفكرون في نقل أبنائهم إلى المدارس الخاصة حيث ان التعليم فيها أفضل بكثير من التعليم في المدارس المستقلة مع العلم بأن أغلبية المدارس الخاصة تكون مختلطة ولكنهم يرون أن التعليم في المدارس الخاصة المختلطة أفضل مع وجود علم راسخ في عقول أبنائهم، فقد حكى لي أحد الأخوة بأن ابنته الصغيرة عندما كانت في المدرسة المستقلة كانت ضعيفة جداً في التعليم وكانت إنطوائية ولا تحب اللعب مع أقرانها سواء في المدرسة أو في البيت وعندما نقلها لمدرسة خاصة تغير حالها 180 درجة حيث أصبحت تلعب وتتحدث بطلاقة وأصبحت تقرأ كل ما يقع تحت ناظرها سواء من قصص أو جرائد يومية وتقرأ أسماء المحلات أثناء مرورهم عليها وقراءتها باللغتين العربية والإنجليزية وكل ذلك خلال سنة واحدة فقط!!، فما الذي تغير؟ وما الذي غير حالها خلال سنة واحدة؟ فالمعلمة في المستقلة بشر وفي الخاصة كذلك والمبنى المدرسي متشابه والأوراق والدفاتر والأقلام كلها سواء، فما الذي يدعو الآباء للهروب بأبنائهم من التعليم الحكومي إلى التعليم الخاص؟، وكتابتي عن ابنة هذا الأخ إنما هي لضرب المثل فقط وإلا فإن الأمثلة أكثر من ذلك فأغلب الأبناء الذين أراهم يدرسون في المدارس الخاصة يكونون أكثر فهماً وأكثر علماً من أقرانهم في المدارس المستقلة، فأين الخلل؟ ولماذا يكون مستوى الطلاب في المدارس الخاصة أفضل من المستقلة؟ ألا يجدر بالمسؤولين في المجلس الأعلى للتعليم النظر في هذا الأمر؟ أليس من العيب أن يكون التعليم في المدارس الخاصة أفضل من المدارس المستقلة؟ وبالأخص أن الدولة لم تألو جهداً في دعم التعليم بتوفير كل الوسائل من مبان حديثة تحوي جميع الوسائل المطلوبة من أجهزة وأدوات تعليمية!!، أعتقد بل وأكاد أجزم أن السبب في ذلك هو في سوء الإدارة!! ولا أقصد فيها إدارات المدارس وإن كانت غير بعيدة عن هذا التقصير ولكن في المجلس الأعلى للتعليم الذي هرم قبل أن يبلغ الحلم وحان الوقت للتغيير والتقاعد. [email protected]