10 سبتمبر 2025
تسجيلجمعتني جلسة مع متخصصين في مجال التراث، وهو تراث (النهمة) الفن البحري وأهازيجه وفنون البحر وأناشيده ونغمات من هم على ظهر السفينة وهم يرددون بعضاً من الكلمات التي تخرج من أفواههم ملحنةً لا آلة موسيقى تصاحبهم فيها، بل حناجرهم الطيبة الصحيحة تنشدها وتخرج من حناجرهم وكأن أفضل الآلات الموسيقية تصاحبهم، فكم كانت جلسات تعلمتُ من أصحاب الفكر والباحثين عن هذا الفن ونغماته وكيف تردد من قائليها بلحنٍ جميل يسر كل من يسمعها منهم. فلكم للبحر نغمة من أصحابه الذين يترددون عليه ويستخرجون ما فيه من لحمٍ طري يأكلونه أو حلي ولآلئ ليلبسها من هم أهل لها وحلال عليهم لبسها، لقد أجادت مؤسسة الحي الثقافي (كتارا) عندما رتبت لهذا اللقاء الذي ضم دول مجلس التعاون ومعهم جمهورية العراق الشقيق الذي له فنٌ من فنون البحر ليس بالبعيد عن دولنا الخليجية نغماً ولحناً دون آلة، فالعراق يضم زخماً بين جنباته من فنون البحر تلتئم مع شقيقاتها دول الخليج العربية الأخرى. فلكم كانت الجلسة النقاشية مثمرة وقد طرح كل متخصصٍ ما لديه من أبحاث في فن البحر ومنها النهمة التي يسعى الجميع لأن تستمر كفنٍ يتناغمه الجيل بعد الجيل لا ينضب أبداً لما فيه من حلاوة في الكلمات واللحن الصوتي والأداء، فشعرت أننا في قاربٍ واحد الكل يعمل من أجل الحفاظ على هويته التي تعكسها كلمات فنها المتعلق بالبحر ومياهه المتلاطمة الأمواج تشد بعضها ببعض فتكون كالبساط المطرز الجميل نقش بأيدٍ متفننة في نقش البساط والجمال ينبض منه بزرقته وعمقه وخيراته التي يستخرج منها ما نحبه ونعشقه في الأكل والملبس، فتحية لكل المشاركين الذين وفدوا وهم يحملون هذا الفن بين جنباتهم وحناجرهم وعشقهم لأن يبقى هذا الفن متوحداً في خليجنا ومستمراً بتوصيله لأجيالنا القادمة ليستمر العطاء. والتأكيد أننا أصحاب تراثٍ لابد أن يكون له البقاء ويسجل بين جنبات المنظمات التي تحتفظ بالتراث حتى لا يندثر، فتمخضت من أجل ذلك النتائج ووضع عدد من التوصيات نتجت عن لقاء المختصين به ليستمر هذا العطاء.