27 أكتوبر 2025

تسجيل

النبي "صلى الله عليه وسلم" وحسن الاستفادة من المواهب

30 أبريل 2016

.. وفي مجال الاستخبارات في الحرب والسلم قال صاحبي: تجلت للرسول صلى الله عليه وسلم في شخصية حذيفة بن اليمان رضي الله عنه خلال "صفات": ذكاء يسعفه في حل المعضلات، وبديهة مطاوعة تلبيه كلما دعاها، وكتمان للسر، وكانت أكبر مشكلة تواجه المسلمين في المدينة هي وجود المنافقين من اليهود وأشياعهم، وما يحيكون للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكائد ودسائس، فأفضى الرسول صلى الله عليه وسلم لحذيفة بأسماء المنافقين وعهد إليه برصد حركاتهم وتتبع نشاطهم لدرء خطرهم عن الإسلام والمسلمين. واستعان الرسول صلى الله عليه وسلم بمواهب حذيفة في موقف من أشد المواقف خطراً، وأحوجها إلى الذكاء الفذ والبديهة المطاوعة.وذلك أثناء غزوة الخندق حين اقترب منه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: "إنه كائن في القوم خبر فتسلل إلى معسكرهم وأثنى بخبرهم". قال حذيفة: مضيت أتسلل في جنح الظلام حتى دخلت جند المشركين وصرت كأني واحد منهم، وما هو إلا قليل حتى قام أبو سفيان فيهم خطيباً.وقال: يا معشر قريش إني قائل لكم قولاً أخشى أن يبلغ محمداً فلينظر كل منكم من جليسه؟فما كان مني إلا أن أخذت بيد الرجل الذي كان بجنبي وقلت من أنت؟ فقال: فلان ابن فلان.وكان حديث أبي سفيان إلى قريش هو إعلان ارتحاله، فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره، فسر بذلك، سروراً شديداً وحمد الله سبحانه وتعالى وأثنى على حذيفة بن اليمان.وبالله التوفيق.