12 سبتمبر 2025
تسجيلأرجو ألا يحاول أحد فعل ما فعلت.. فأنا غامرت ولكني أحتاط لنفسي.. * كتبت على صفحة "أفيخاي أدرعي" الناطق باسم جيش العدو اليهودي الصهيوني الذي يحاول مخادعة الناس بالتظاهر باللياقة والأدعية المأثورة والتهنئة بالجمعة وما إلى ذلك.. فسمحت لنفسي أن أخاطبه مباشرة وأن أسأله وأرجو ألا أكون أخطأت .. قلت له:أنت تحاول يا أدرعي أن تعطي الانطباع بأنك ديمقراطي وراق وموضوعي، وأنك تحمل رسالة سلام.. وأنا أسألك لتعرف أنك لست كما تحاول أن تدعي، ولتعرف أننا نعرفك ولن تخدعنا.. أسألك.. لو كنت فلسطينيا وبلدك محتل كما هو حالنا - نحن الفلسطينيين - هل ستكون مقاوما أم مجرد أكّال وشرّاب؟ وإذا قال عنك عدوك الذي يحتل أرضك ويهجر شعبك ويحاصر بلدك ويقتل ليل نهار أهلك مخربا بم سترد عليه؟ وإذا كان الأوروبيون الألمان والإسبان ثم الروس هم الذين ظلموا اليهود فلماذا تثأرون منا نحن؟ ولماذا أصلا لم تثأروا منهم أم أنه الجبن والخور والرعدة؟. وبلغة دينك أنت وتوراتك المقدسة أسألك.. إذا كان الله تعالى - كما تقولون - أعطاكم الأرض المقدسة قبل ثلاثة آلاف سنة، فما وجه تحديدها بفلسطين وبحدودها السياسية الحالية التي لم تعرف إلا منذ ثمانين سنة؟ وإذا كانت الأرض التي تدّعون أن الله أعطاكم إياها في التوراة قد أعطاها - حسب نص التوراة - لإبراهيم ولنسله من بعده ونسله هما أبونا إسماعيل وأبوكم إسحق.. فما وجه تخصيصكم بوراثتها دوننا؟ وإذا كان في التوارة التي تؤمنون بها وتستندون إليها في دعوى الحق الديني أن الله قد حرم الأرض المقدسة عليكم لأنكم خنتموه – سبحانه - كما تخون المرأة بعلها، فلماذا تخالفون ربكم وكتابكم فتحتلونها؟. وبلغة التاريخ أسألك.. إذا كان لكم حق تاريخي في فلسطين كما تزعمون بحجة أنكم سكنتموها مائة وثلاث عشرة سنة قبل الميلاد، فلماذا لا تعطون ذات الحق للفلسطينيين الذين سكنوها قبلكم بآلاف السنين وبعدكم بآلاف السنين؟ وهل توقف هذا الحق عند تلك العشرات من السنين دون ما قبلها ودون ما بعدها؟. يا أدرعي، أعتقد أنك ستحذف مداخلتي وستتجاهل أسئلتي، فإن فعلت فقد أثبت لنفسك ولي بأنك غير موضوعي ولا ديمقراطي وأنك مجرد بوق احتلالي كولونيالي، وأما إن أبقيتها فلن تستطيع الإجابة عنها، ولن تكون أبقيتها إلا لأني ألزمتك بإبقائها.. وأظن أنك ستعتبر أسئلتي خطأ.. أو ستزعم أن الحال على غير ما وصفته لك.. وربما ستقول دعنا نتعايش بسلام .. وكل هذا تهربا منك عن الإجابة.أما أنت أخي القارئ الكريم، فأنا وأنت سنظل نقول: مهما حاول اليهود المحتلون وعملاؤهم المنافقون أن يغسلوا أيديهم المجرمة من دمائنا وأن ينظفوا وجوههم القبيحة من عار التاريخ والأخلاق والجبن باحتلال فلسطين وتشريد أهلها، أو حاولوا التذرع بحق ديني أو تاريخي أو قومي، أو حاولوا تزوير الحقائق بادعاء أنهم حضاريون وديمقراطيون ولائقون .. أو بترداد كلمات معسولة أو بتصدير ابتسامات موجهة أو بتقديم مجاملات مسمومة.. فسيبقى العار في وجوههم والشنار في عرضهم وستظل القلوب التي نكرههم بها هي التي تدفعنا لأن نجدد رفضهم وتحرضنا على مقاومتهم .. آخر القول: بالتأكيد لم أكن أقصد "أدرعي" شخصيا برسالتي وإن كتبتها على صفحته البائسة، فليس لي طمع أن يقتنع بحجة، كما لا أقصد أن كل من سيقرأون رسالتي على صفحته سيعنيهم ما فيها من المنطق والحجة، ولكني أقصد تعريف قوم يجهلون قضيتنا، وتنبيه قوم يتعاطفون معها ولكن على غير وضوح تفصيلي، وإقامة الحجة على قوم سقطوا ضحية الغفلة وقلة المعرفة ولو عرفوا لما كانوا تلك القلة التائهة التي لها في كل أمة مثيل..