14 سبتمبر 2025
تسجيلأمة من الأمم لها عالمها المؤسسي الكبير الواسع، نشاط وحيوية، تعاون وإتقان ونظام، عمل دؤوب، وجد وبذل أقصى ما تملك من طاقات، التزام بالمواعيد وولاء وطاعة، نشيطة ومثابرة وحريصة على أداء مهامها، إصراراً ونفعاً للآخرين، وحياة مؤسسية اجتماعية رائعة التنظيم والإخلاص، وحسن تخطيط، وإدامة التفكير، ومتابعة العمل للوصول للجودة في جوهرها ومظهرها وعطائها، كل يعرف مهامه وأدواره في هذه المؤسسة الكبرى بدقة فائقة. يقول كريس موريسون "لابد أن يكون هناك خالقً أرشدها إلى تلك الأعمال العظيمة التي تقوم بها بإتقان بديع". فسبحانك ربنا ما أعظمك وما أحكمك. وما ذُكرت في القرآن الكريم إلاّ لعظيم شأنها، وما فيها من دلالات وإشارات علمنا منها وما لم نعلم، ألا تستحق منا نحن بني الإنسان الوقوف عندها والتأمل في حياتها لأخذ الدروس وإسقاطها على حياتنا العملية بإيجابية وتفاعل، خاصة في عالم المؤسسات ومناحي الحياة بشكل عام، "إن في ذلك لأية لقوم يتفكرون" النحل. ذكر الدكتور محمد الماضي "دروسا عظيمة في الإدارة من مملكة النحل "الدرس الأول في التنظيم": - 1 - جوهر التنظيم، جوهر التنظيم قائم على ركنين هما: التقسيم والتنسيق، أو التفاضل والتكامل. 2 - التكامل، يعتبر الركن الثاني للتنظيم، فبدونه لن يكون للتقسيم أو التخصص معنى ولن يتحقق أصلاً معنى المنظمة أو التنظيم. فبدونه سوف تجد كثرة التضارب والازدواج والتكرار، وتشتت الجهد بلا جدوى أو طائل أو تركيز. 3 - التخصص وتقسيم العمل ثورة في تاريخ البشرية، فها نحن نجد قمة التقسيم للأدوار والمهام والتخصصات في منظمة النحل. 4 - المرونة والتكيف مع الأوضاع الخارجية المحيطة، فنحن نرى أن النحل غير مقيد بهيكل واحد محدد، وإنما يكيف نفسه ويؤدي واجبه، ويمارس عمله ويُنجز مهمته ويحقق هدفه على خير وجه في كافة الأوضاع التي تتاح له. 5 - النمو الاستراتيجي المتوازن، لعل من أعظم الدروس.. في ما يتعلق بتنظيم مملكة النحل، هو ذلك المتعلق بالنمو والاستمرارية الفعالة الكفء، وكيف ينمو الهيكل الإداري ليتوافق بشكل فطري مبسط مع استمرارية نمو المملكة. 6 - مبادئ مهمة وعظيمة في التنظيم، مبدأ وحدة الأمر، ومبدأ تكافؤ السلطة والمسؤولية، ومبدأ تفويض السلطة. 7 - الحق والواجب بين الإحسان والتطفيف. فهذا هو النحل في مؤسسته.. طيب لا يجلس ولا يستريح في أي مكان، ولكنه لا يجلس ولا يقف إلاّ على طيب، ولا يأكل ولا يتناول إلاّ طيباً، ولا يُعطي إلاّ طيباً. فلماذا يغفل البعض منا وقد يكون الكثير عن هذه المؤسسة. عن عبدالله بن عمرو رضي عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده إن مثل المؤمن لكمثل النحلة أكلت طيباً ووضعت طيباً ووقعت فلم تكسر ولم تُفسد". صححه أحمد شاكر والألباني رحمهما الله. فلتكن مؤسساتنا كالنحلة في حركتها وعطائها وتعاملها مع الجميع دون استثناء ولا تمييز طيبُ في طيب، فنحن نستطيع. "ومضة" "إن لم تستطع أن تكن كالنحلة في بعض صفاتها - في مؤسستك - فلا تكن كالذبابة"