11 سبتمبر 2025

تسجيل

أيها المُوَفّق

30 مارس 2023

التوفيق نعمة من الله سبحانه وتعالى، وإذا أعطيتَ هذه النعمة فأنت موفّق لكل خير، وكن على ثقة بأنه قد أعطاك أعظم النعم، بعد أن هداك إلى الإسلام. ومن حرم نعمة التوفيق أردته نفسه المهالك، وضاع منه كل شيء. ومن جميل ما خطّه القلم «توفيق الله تعالى لا يتنزل بارداً، ومن أراده بذل له كل ما يمكن، ومن عُني بإصلاح نفسه، وصدق مع ربه تعالى، وأقبل إليه راغباً عازماً، لقي كل ما يتمناه». وصدق القائل: إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده فالمُوَفّق من كان نافعاً لنفسه ولغيره.. والمُوَفّق من سعى في مجتمعه الذي يعيش فيه لكل خير ونفع. والمُوَفّق من أدخل السرور على من حوله، سئل الإمام مالك رحمه الله أي الأعمال تُحب؟ فقال «إدخال السرور على المسلمين، وأنا نَذَرتُ نفسي أفرج كُرُبات المسلمين». والمُوَفّق من رسم البسمة على وجوه من يلتقي بهم. والمُوَفّق من شعر بأنه قريب من مولاه سبحانه وتعالى. والمُوَفّق من يذكره الناس بعد رحيله بالخير والسيرة الحسنة. والمُوَفّق من استعمل منصبه الذي هو فيه لمصلحة البلاد والعباد لا لمصالحه الشخصية ونأى بنفسه عن هذه القيمة السلبية. والمُوَفّق من حفظ جوارحه عن كل ما هو محرم وباطل. والمُوَفّق من ابتعد عن الكبر ونزل في نُزل التواضع. والمُوَفّق من حرص على ورده وزاده اليومي من القرآن أبداً لا ينقطع عنه. والمُوَفّق من أخذ حظه من النصيحة التي توّجه له ومنحها ولو جزءاً من وقته «الدين النصيحة». والمُوَفّق من أحيا قلبه بالذكر (ألا بذكر الله تطمئن القلوب). والمُوَفّق من حبسه لسانه عن القيل والقال وجرح الأخرين، فهو عفيف اللسان. والمُوَفّق من ابتعد عن سوء الظن بمن حوله وبالآخرين. والمُوَفّق من يفرح بقدوم مواسم الطاعة وجنى منها كل خير. والمُوَفّق من صنع لمجتمعه ولأمته الخير. والمُوَفّق من أتى على قيمة الفأل في حياته في زمن المثبطات. والمُوَفّق الذي لم ينس والديه من الدعاء أحياءً كانوا أم رحلوا عنه «أو ولد صالحٍ يدعو له». إنه البر بهما!. والمُوَفّق لا يمدح نفسه، ولا يغتر بمدح الناس له والثناء عليه. والمُوَفّق من طلّق مجالس الغيبة والنميمة واللمز والهمز والغمز. والمُوَفّق من إذا رأيته ارتحت للقائه. وأخيراً.. أيها المُوَفّق يناديك الإمام ابن الجوزي رحمه الله قائلاً «متى رأيت في نفسك عجزاً فاسأل المنعم، أو كسلاً فالجأ إلى الموفِق، فلن تنال خيراً إلا بطاعته، ولا يفوتك خيراً إلا بمعصيته». «ومضة» كم في نعمة التوفيق من آثار تنتظرنا في حاضرنا وقادم أيامنا!