12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); اقتبست العنوان من صرخة طفلة يمنية لاتزال في ذاكرتي أطلقتها تشتكي من جور الحوثيين وغطرستهم ضد أبناء جلدتهم ولم تجد معتصماً يلبي شكواها ويوقف تلك العصابة الغاشمة عند حدها فهي لا تزال تمارس دوراً يهدف إلى تمزيق المنطقة بأسرها لا اليمن وحده، الرئيس اليمني عبدربه منصور ينطبق عليه المثل العربي بامتياز: " في الصيف ضيعت اللبن" فهو بسياسته "الطيبة “من أعطى لجماعة الحوثي الجرأة للإقدام على فعلتهم الشنيعة وهو الآن يحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه بعد فوات الأوان، لقد استغل الحوثيون حسن نوايا اليمنيين، ودخلوا في حوارات ومماطلات لكسب الوقت وهم يبيتون النية للانقضاض على صنعاء حينما تحين ساعة الصفر ويحققون مرادهم. لقد بلغت بهم "الثقة " بصحة جرمهم حدا يحسدون عليه بحيث ساقوا لأنصارهم ومن يدور في فلكهم حججاً ومسوغات تبرر وتشرعن ما أقدموا عليه ويدعون زوراً وبهتاناً أنهم يعملون لأجل اليمن واليمنيين وهم أبعد ما يكون عن ذلك. وحتى تكتمل الحبكة الدرامية صار زعيمهم الحوثي ملكاً لشاشات الأخبار عبر خطبه - إن لم أقل معلقاته - التي تروج لمشروعه الانفصالي وتضفي على ثورته لباس الوطنية وتظهره وكأنه المخلص الأوحد. وهو يسوق كعادته تهماً باطلة ويهاجم أشقاءه العرب ويعيد مجد مرجعيته التي أعلنتها صراحة أن صنعاء هي العاصمة الخامسة التي تريد السيطرة عليها. أي ثورة شعبية يبدأ ثوارها بسرقة مخازن الأسلحة ونهب الدبابات عياناً بياناً وأخذها إلى أماكن مجهولة؟! ثم كيف يفرضون الإقامة الجبرية على رئيس اليمن المنتخب وشريكهم على طاولة الحوار بالأمس، وما بين ليلة وضحاها يمطرون مقر إقامته بشتى صنوف الأسلحة ويقتلون حراسه؟! ولم يسلم من نفس المصير رئيس الوزراء الذي وافق عليه الجميع بمن فيهم الحوثيون بعد " فيلم" بن مبارك البوليودي! بعد سقوط صنعاء تكشفت الأقنعة، ففتحت القنوات الرسمية وغير الرسمية مع إيران في نية مبيتة لعزل اليمن عن محيطه العربي، فتحرك الخليجيون لإصلاح هذا الخلل وعودة الشرعية لليمن، فضلا عن صحوة أبناء اليمن الشرفاء لوقف هذا المخطط السافر، الأيام القادمة حبلى بالتطورات، فاليمن على مفترق طرق لاسيما بعد أن نكأ الحوثيون جراحاً قديمة خلطت الأوراق فظهرت أصوات نشاز تنادي بعودة ماض دفنه أبناء اليمن الواحد توجوه بوحدته المجيدة. لانزال نتضرع إلى الله أن يهدي الحوثيين ويرجعوا لرشدهم ويجنبوا أنفسهم واليمن والمنطقة بأسرها خطراً محدقاً إن ظلوا ينتهجون مبدأ العنف ويوقفوا الحرب ويدركوا أن هناك من يستخدمهم كمخلب قط لتنفيذ أهدافه الرجعية الاستعمارية، الرجوع عن الخطأ فضيلة وأهل اليمن أخيار أصحاب مروءة وشهامة فإذا صدقت النوايا من قبل الحوثيين ووضعت المواثيق التي تمنع تكرار مثل تلك الهفوة فبها ونعمت وإلا لا يفل الحديد إلا الحديد وسيتحول المشهد في اليمن إلى حرب أهليه لا تبقي ولا تذر لا سمح الله، أخيراً على كل اليمنيين أن يضعوا مصلحة اليمن فوق أي مصلحة مذهبية أو طائفية أو قبلية، فالعنف لا يولد إلا العنف وسيؤدي إلى المزيد من الخسائر البشرية والمادية، بينما اليمن في حاجة ماسة لهذه الطاقات التي تهدر دون فائدة.