10 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) إنها رسالة واضحة من المولى عز وجل إلينا بأن نحسن الظن بالآخرين، للأسف البعض يعتقد أن التشكيك في الغير وتشويه عمله وسمعته سيساعده على النجاح والتميز وما هذا إلا عمل الخائبين الذين يسرحون في الأرض عبثاً وضياعاً، لسوء الظن أسباب ودواعٍ أولها محيط الشخص وبيئته التي لن تخفي عنا سماته التي اكتسبها من خلال تربيته وتنشئته، ثانياً عدم تحقيق النجاح يسبب الغيرة لدى البعض فتجدهم يجلسون في صومعتهم ليفتحوا باب النقد وسوء الظن بالآخرين والتشكيك في الأخلاق والأعمال والذمم والنوايا التي لا يعلمها إلا الخالق وحده، فالغيرة تعمي البعض منهم عما هو واقع فلا يسمعون إلا ما يودون ولا ينصفون إلا أنفسهم. فالحذر الحذر من مجالسة هؤلاء فماهم والله إلا ضعفاء نفوس وعقول لا يستطيعون المواجهة فيسخِّرون كل طاقاتهم وجهدهم في تعزيز سوء الظن بسبب طباعهم الدنية. الجبن هو ثالث الأسباب فلو كان من ينتقد عملك وأخلاقك يعتمد في نقده أسلوباً سليماً واقعياً قائماً على العلم والدراية لما كان هناك داعٍ لسوء الظن الذي تعاني منه مجتمعاتنا العربية بشكل خاص. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا) متفق عليه. فالظن السيئ يأخذ صاحبه إلى التفكير السلبي ويدعوه إلى زراعة الكراهية والحقد في النفس البشرية لذا فلنحرص على أن نحسن الظن بالآخرين فهو دلالة على حسن الخلق وسلامة الصدر من الغل والحقد.لعلاج سوء الظن طرق قد تكون صعبة في أولها إلا أن فيها خيراً كثيراً في آخرها، أولها الالتزام بما أوصانا إياه الله سبحانه تعالى والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ثانيها تقبُّل أعمال وتصرفات الآخرين بحسن نية دون التشكيك فيها أو حتى محاولة جرّ الغير إلى سوء الظن بالآخرين بالكلام المعسول الذي هو سمة المنافق.وثالثها، تجنُّب الأشخاص سيّئي الطباع خبثاء النفس واللسان لأنهم سيجعلونك مثلهم فما هم إلا سوس ينخر في مبادئك وأخلاقك كي تكون واحداً منهم وخِلّاً لهم، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "المَرْءُ على دِينِ خليلِه فلينظُرْ أحدُكم مَنْ يخالِلْ".أخيراً تأكد من أنك لا تعلم كامل الأسباب والأمور التي دفعت غيرك إلى فعل هذا التصرف فلا تحكم على ظواهر الأمور واترك الأيام تجلب لك الحقيقة فهي كفيلة بذلك.يقول أبو الطيب المتنبي: إِذَا سَاءَ فِعلُ المَرْءِ ساءَتْ ظنونُه *** وَصَدّقَ ما يعتادُه مِنْ تَوَهُّمِأخي الكريم أختي الكريمة.. إياكم وسوء الظن فإنه يوقِع صاحبه في الإثم ويملأ قلبه بالهواجس والشكوك فقد يدمر بيته أو يقطع رزقه وعاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة.أخيراً لاتكن ضعيفاً غير قادر على المواجهة واحذر من أن تترك المجال للآخرين من أهلك وأصدقائك ليسيّروك نحو أهدافهم وصفاتهم فتصبح سيئ الظن تسيء إلى غيرك. اعلم أن الله يسمع ويرى وأنك لن تغير ماكتبه الله لك بهذا التصرف الوضيع. إضافة إلى أننا كأمة عربية نمر بوضع حساس يتطلب منا تضافر الجهود والنقد البنّاء ولنجعل حسن الظن مبدأ لنا في هذه الحياة.