20 سبتمبر 2025

تسجيل

المشكلة الكردية في تركيا إلى ..الثلاجة!

30 مارس 2015

انتظر الجميع كلمة عبدالله أوجالان زعيم حزب العمال الكردستاني في عيد النوروز، كان البعض يتوقع خطوات دراماتيكية كأن يعلن أوجالان خطوة تاريخية بإلقاء حزب العمال الكردستاني السلاح والتخلي عن العنف في مواجهة الدولة التركية.لكن المتابع لمسار المسألة الكردية في تركيا منذ عقود ولاسيَّما منذ بدء المفاوضات المباشرة بين الطرفين قبل ثلاث سنوات ولاسيَّما أيضا الساعات القليلة التي سبقت الكلمة كان يدرك تماما أن الرهان على متغيرات في ربع الساعة الأخير هو مجرد وهم وضرب من الخيال.إن مشكلة عمرها من عمر الجمهورية عام 1923 بل أقدم من ذلك لن تحلها كلمة من أوجالان ولا موقف من أردوغان رئيس الجمهورية ولا من داود أوغلو رئيس الحكومة.ثلاث سنوات من المفاوضات وليس من بارقة أمل في التقدم خطوة واحدة. الحكومة لم تعلن يوما عن أي خطة لحل المشكلة والأكراد دائما كانوا يطرحون مطالب محقة لكنها مرفوضة من الدولة التركية.رسالة أوجالان في عيد النوروز لم تكن سوى محطة أخرى في سلسلة المراوحات في طريقة معالجة المشكلة الكردية في تركيا.لم يعلن أوجالان حتى الدعوة إلى إلقاء السلاح ولو بشروط، دعا إلى وقف الصراع المسلح ضد الجمهورية التركية، وقف الصراع المسلح لا يعني نزع السلاح، إذ ليس من عاقل يمكن أن يعتمد على كرم الأنظمة القومية لكي تمنح الأقليات حقوقها، هذا ما حصل في العراق وفي الدول العربية وهو ما يحصل منذ تسعين عاما في تركيا.الأكراد المؤيدون لأوجالان ليسوا بالطبع في وارد تسليم سلاحهم، لم تعد المشكلة محصورة فقط داخل تركيا، معركة عين العرب/كوباني كانت مثالا على تشعب وتوسع نطاق المسألة الكردية لتشمل كل الشرق الأوسط. واللاعب الكردي بات لاعبا أساسيا إضافة إلى لاعبي التنظيمات الإسلامية المتشددة، لن يسلّم أوجالان سلاح حزب العمال الكردستاني فمشروعه لا يقتصر على تركيا، سوريا جزء منه وكذلك الساحة العراقية، والتهديدات تطال الوجود الكردي في كل مكان.وفي الوقت نفسه فإن أوجالان يدرك جيدا أن الدولة التركية ليست في وارد تقديم تنازلات، أولا لأن النظرة إلى الأكراد لم تتغير كثيرا، هي تغيرت في الشكل جزئيا لكنها لم تتغير في الجوهر، وتغيير هذه الذهنية لن تكفيه أيام ولا أشهر ولا سنوات. فكيف إذا كان الموسم موسم انتخابات نيابية على الأبواب بعد حوالي الشهرين ونيف؟انفجار النزاع بين أوجالان وأردوغان بدأ حتى قبل أن يبدأ أوجالان بإلقاء كلمته، أعلن أردوغان أنه يعارض البنود العشرة التي طرحها أوجالان سابقا كما عارض تشكيل لجنة متابعة وتقصي كما يقترح أوجالان.غير أن المفاجأة الكبرى جاءت من جانب الحكومة التركية نفسها التي كانت قد أدلت ببيان مشترك قبل أسبوعين مع نواب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الممثل في البرلمان والمؤيد لأوجالان والذي يقوم بدور وسيط بين أوجالان والحكومة وقيادة حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل.المفاجأة في أن سجالا علنيا انفتح بين أعضاء الفريق الواحد أي بين رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان وبين الحكومة ولاسيَّما نائب رئيسها بولنت أرينتش ودخل على خطها رئيس بلدية أنقرة مليح غوكتشيك. الخلاف كان على طريقة معالجة المسألة الكردية، أردوغان أبدى اعتراضات على المرونة التي تبديها الحكومة رغم أنه كان هو الذي بدأ المفاوضات مع الأكراد قبل ثلاث سنوات، هذا يثير تساؤلات عن مدى الجدية التي كان أردوغان يتعاطى بها مع عملية الحل من جهة ومدى قدرة الحكومة الآن على التعاطي مع مسألة حساسة في ظل الخلاف مع أردوغان وقرب الانتخابات النيابية من جهة أخرى.نسي الجميع الآن كلمة أوجالان بل المشكلة الكردية برمتها، وهي في الواقع كانت منسية بل لا يراد حل لها حتى في ذروة الحديث الجهود لحلها.