13 سبتمبر 2025

تسجيل

قص ولصق

30 مارس 2014

نتذكرها جميعا ونعرفها جيدا أنها لعبة القص واللصق تلك اللعبة التي عرفناها في المرحلة الابتدائية،كانت مجموعة من الأوراق المتعددة الألوان‏،أحمر ، أصفر، أخضر، بنفسجي ، أسود، أبيض ، أزرق ، وهكذا يقوم كل واحد منا حسب قدراته الإبداعية بعمل شكل مميز أو لوحة جميلة عن طريق لصق هذه الأوراق متجاورة أو متداخلة بعد قصها بإتقان وكانت تستهوينا هذه اللعبة كثيراً ولكن اختلف للأسف مفهوم القص واللصق في زمننا هذا فصارت ثقافة القص واللصق هي السائدة في كل مجالات الكتابة حيث الكتابة صارت شبه معدومة بل أصبحت مجرد وجبة جاهزة تأتيهم على طبق من ذهب دون عناء ودون الاستعانة بالفكر والإبداع الأدبي وحتى دون أن يكلف الواحد منهم نفسه أن ينسب الكلمة إلى مصدرها حيث يقدم الكاتب عصارة فكره وتجربته في كلمات ليأتي آخر ويمارس عليها لعبة القص واللصق بإتقان ويضيع بذلك حق الكاتب كما تضيع شخصية الآخر حيث يقدم شيئا لا يمت لشخصيته ولا لفكره بصلة وبالتحديد في زمن الإنترنت فقد أصبح الإنترنت فضاء مفتوحا مملوءا بالثقافات والإبداعات وأصبح أدعياء الثقافة يتهافتون على القص واللصق بلا رادع مما أدى إلى انتشار المحتوى المكرر والمنقول والممل في كل المجالات خاصة مجال الكتابة للإعلام فالبعض يعمل على تخصص القص واللصق دون مراعاة لأبسط الشروط التي تحقق الفائدة للجمهور ، في ثقافة القص واللصق، وصارت الحدود بين الهواة والمحترفين واهية، حيث يستطيع أيا كان من نشر الكتابات بكل أنواعها وأشكالها، وإن نظرت إلى تاريخه تجده لايمت للثقافة بأي صلة ولا حتى يستطيع أن يفرق بين كتابة الموضوع أو كتابة الخبر أو كتابة الفقرة هؤلاء حتى لا يعرفوا أن الكتابة الإبداعية هي تعبير عن الرؤى الشخصية، وما تحويه من انفعالات، وما تكشف عنه من حساسية خاصة تجاه التجارب الإنسانية ذلك حسب التعريف الرسمي للكتابة فالكتابة الإبداعية ابتكار وليست تقليدا، وتأليف لا تكرار، تختلف من شخص لآخر حسب ما يتوفر لكلٍ من مهارات خاصة، وخبرات سابقة، وقدرات لغوية، ومواهب أدبية، وهي تبدأ بالفطرة، ثم تنمو بالتدريب والاطلاع، ولا تنشأ بالاقتباس وبالسرقة وبالسطو على إبداعات الآخرين.