17 سبتمبر 2025

تسجيل

ثورتا مصر وتونس والفساد المستشري

30 مارس 2011

كشفت الثورتان المصرية والتونسية الحجم الهائل من المليارات المنهوبة من قبل خفنة قليلة من المتنفذين استخدمت سلطتها ونفوذها من أجل تجميع المليارات بين أياديها من أموال وثروات شعبي مصر وتونس هذا بالإضافة إلى ما كشفته من استشراء الفساد والمفسدين وكذلك الظلم والاستعباد والقمع والتعذيب والقهر في غياهب السجون والذي استمر على مدار عقود. ففي مصر قدرت عدة تقارير ثروة مبارك وعائلته فقط بـ 70 مليار دولار والتي تفوق كل ديون مصر حسبما يقال وهي موزعة على شكل أصول وعقارات وأسهم وذهب وخلافه في خارج وداخل مصر وعلينا جميعا تخيل حجم الأموال الأخرى التي تم هدرها على مدار حكمه وكذلك حجم الأموال الأخرى المهدورة ممن أحاطوا به من الفاسدين والمفسدين والذين استغنوا بغير وجه حق من استشراء الفساد الذي كان يحمى من قبل الجهات المتنفذة في السلطة حينها. وتكفي الإشارة إلى أنه عندما تم التحفظ على بعض رجالات الأعمال المتورطين لمحاكمتهم بتهم الفساد والكسب غير المشروع بأن أحدهم قد عرض على محاكميه سداد مليار جنيه شريطة عدم محاكمته وآخر عرض 500 مليون جنيه وآخر 80 مليون جنيه وآخر 400 مليون جنيه لكي لا تتم محاكمته فهم لا يكتفون بما فعلوه وهم طلقاء وإنما يريدون حتى رشوة المحكمة من جديد لكي لا تحاكمهم وتنفذ القانون على ما ارتكبت أياديهم. وفي تونس قدرت بعض المصادر ثروة بن علي بما يزيد على الخمسة مليارات يورو والتي تكفي بحسب بعض المصادر للقضاء على الفقر والبطالة في تونس والتي اتخذت أشكالا متعددة من عقارات وفنادق وشركات وأموال سائلة خارج وداخل تونس كلها من ثروات الشعب التونسي وما يقال أيضاً على أن زوجة بن علي عندما هربت من تونس قد أخذت معها واحدا ونصف طن من الذهب الخالص وما يقال أيضاً على أن أحد مستشاري الرئيس قد طلب رشوة في إحدى المرات بمبلغ سبعمائة مليون دولار من أجل الموافقة على إقامة أحد المشاريع في تونس. هذا ما تكشف لي حتى الآن والمخفي أعظم والذي ستكشفه الأيام القادمة عن الحجم الهائل في الهدر للمال العام وحجم الفساد الذي استشرى في كل من تونس ومصر والذي اتخذ أشكالا متعددة منها على سبيل المثال المشاركة في رؤوس أموال الشركات الناجحة دون دفع فلس واحد والاستيلاء على أراضي الدولة هنا وهناك والسمسرة على كل صفقة أو مشروع منوي إقامته لكي يمنح الترخيص وكذلك بيع أراضي الدولة إلى بعض المستثمرين بأثمان بخسة مقابل مبلغ معين وتصدير الغاز إلى الدولة الصهيونية بأسعار بخسة مقابل عمولة معينة حسبما يتردد والكثير الكثير من الأساليب الجهنمية التي كانت تتبع من أجل الاستحواذ عل المال العام بغير وجه حق كل هذا حدث في ظل اتساع دائرة الفقر والجوع والذي طال ما يزيد على الـ40 % من السكان وكذلك البطالة في كل بيت وفي كل مدينة وقرية وحي في حين تستحوذ فئة قليلة بكل هذه الأموال والمليارات المنهوبة من ثروات الشعب وهذا ما شكل أحد أهم عوامل قيام الشعبين المصري والتونسي بثورتيهما والذي يؤمل أن يتم التخلص من الفاسدين والمفسدين وهدر المال العام وأن يحقق الشعبان المصري والتونسي كل ما ينشدونه من عزة وكرامة ورخاء. [email protected]