18 سبتمبر 2025

تسجيل

نصف انتصار.. ونصف هزيمة !!

30 مارس 2011

فور غزو العراق لدولة الكويت الشقيقة عام 1990 واحتلاله لهذه الدولة قلنا وقال معنا الشعب العربي من المحيط إلى الخليج إن الرئيس العراقي صدام حسين وقع في حفرة نصبها له الغرب وأوقع معه جيش العراق وشعب العراق في هذه الحفرة السحيقة، بل إن هذا الفخ لم يستهدف العراق فقط وإنما استهدف الأمة العربية بأسرها لأن العالم بأسره والغرب عموماً، بل الأمة العربية وشعبها لن يقبل أبداً أن يحتل حاكم عربي قُطراً عربياً مهماً كانت الأسباب والمسببات ويزداد مثل هذا الرفض عربياً لأن مثل هذا الغزو يعتبر اعتداء على مبادئ وأهداف وقيم الأمة العربية، وإن الشعب العربي يرفض أن يرتفع السلاح العربي بوجه الأخ العربي فكيف إذا كان احتلالاً وغزواً؟! أما بالنسبة للغرب فإن هذا الاحتلال يعتبر مرفوضاً لأن دولة الكويت دولة بترولية وهي من المراكز المهمة لمصالحه الحيوية. لهذا كله توقعنا أن يحشد الغرب وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية كل قواها لتحرير دولة الكويت وتحرير ترابها من الاحتلال العراقي. وبعد أيام من هذا الاحتلال وبعد أن بدأت القوات الأمريكية بالتوافد على الخليج كتبت بيت الشعب الذي قاله الشاعر العربي الكبير المتنبي: ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدواً له ما من صداقته بُــدُ وهنا أقصد بالعدو الولايات المتحدة الأمريكية والتي قبل أن يغزو ويحتل صدام الكويت كنت أسميها في كتاباتي "بالويلات المتحدة الأمريكية" لأنها كانت ولا تزال "ويلات" حقيقية على الأمة العربية وعلى صراعنا العربي الصهيوني فهي الحليف الاستراتيجي لهذا العدو، بل إنها الأب والأم والأخ والأخت والعم والخال لهذا العدو ولكن ورغم ذلك قلت لابد من صداقتها الآن لأن جريمة صدام باحتلال دولة الكويت جعلتنا نبحث عن صداقتها، بل لابد من صداقتها للخلاص من هذه الخطيئة بحق دولة عربية. الآن وفي هذه الأيام نجد حاكماً عربياً آخر يدفعنا إلى طلب الصداقة مع عدونا الأمريكي والغرب عموماً عندما قرر العقيد معمر القذافي شن حرب إبادة ضد الشعب الليبي الشقيق بعد أن رفض ثورة شعبه للتغيير ورفض أن يتنازل عن الحكم لهذا الشعب الذي حكمه بأسلوب تسلطي تعسفي دكتاتوري لمدة اثنين وأربعين عاماً، وقرر استخدام القوة العسكرية من طائرات ودبابات ومدفعية كانت من المفروض أن تدافع عن الشعب الليبي أمام أي عدو خارجي وجه هذه الأسلحة لصدور أبناء شعبه من أجل أن يستمر حاكماً فقط ويستمر في حكمه الدكتاتوري، مما اضطر العرب والعالم أن يبحث عن وسيلة وهنا اضطررنا مرة أخرى إلى العدو وهو الغرب والإدارة الأمريكية بالذات ونحن نعلم أن هؤلاء لن يقفوا إلى جانب مصالحنا أو أهدافنا ولن يدافعوا عن الشعب الليبي ضد الدكتاتور وإنما سيبحثون عن الطرق التي تؤمن لهم مصالحهم ومن مصلحتهم ألا ينتصر القذافي في شن حرب إبادة لأنهم بذلك سيفقدون شعوبهم التي ستراهم متجاهلين المذابح وحرب الإبادة، بينما قيم ومثل هذه الشعوب لا توافق على هذه الجرائم والإرهاب – لهذا لابد لهم من المشاركة ولكن وفق مصالحهم وأهدافهم بحيث يستفيدون من طرفي الصراع أي من الدكتاتور القذافي ومن الثوار والآن يتأكد لنا هذا الهدف عندما تمكن هذا الغرب من كبح قوات القذافي باحتلال بنغازي وإبادة شعبها ولكن ما يحدث الآن وبالذات في الأمس عندما تحرك الثوار نحو "سرت" وتمكنت قوات القذافي من صد هذا التحرك عند الوادي الأحمر وبالذات عند "بن جواد" وسمعنا من الأخبار أن قوات القذافي تستخدم أحدث الأسلحة من دبابات وراجمات صواريخ لصد الثوار، بل سمعنا أن قوات الثوار بدأت بالتراجع وهنا نسأل ونتساءل: أين قوات الأطلسي أو القوات الأمريكية، خاصة الطائرات ولماذا لم تتدخل القوات الغربية في القضاء على قوات القذافي وهي قادرة على ذلك وهنا سر "المصالح" الغربية والأمريكية "المخيفة" و "المرعبة" مما يؤكد أن الغرب يبحث عن "مصالحه" فقط وليس الدفاع كما يقال عن حرية الليبيين أو حمايتهم، فالغرب هنا يقف في "منتصف" الطريق.. يقف بعد "نصف انتصار" وبعد "نصف هزيمة" وهو بانتظار أن يصطاد بالمياه العكرة من الطرفين.. فهل فهمنا الدرس؟!