12 سبتمبر 2025

تسجيل

الوجه الآخر

30 يناير 2020

قالوا إن الخلافات والأزمات تظهران لك معادن الناس من حولك، وأنا أقول بأن الوجه الحقيقي لن يظهر في حالة الصلح والرضا طبعاً، وإنما في حالة الخصام والزعل والاختلاف حيال موضوع ما، ولربما تنصدم صدمة العمر من أن الشخص الطيب الأمين قد يصبح مخادعاً، وأن ذاك الذي كنت تظن أنه يحبك ويعزك ستجده لا يبالي ولا يكترث بمشاعرك وكل همه مصلحته بالدرجة الأولى، فالمصالح سوف تطفو على السطح، وسوف يتم التعامل معك تحت مبدأ الأهمية اي إن اذا كانت علاقتي بك ذاك أهمية كبيرة ستكون محور اهتمامي وحياتي، واذا لم يكن من ورائك أي مصلحة فأنت لست ضمن قائمة أولوياتي، فهذه هي مبادئ تصانيف تعامل بعض البشر مع من حولهم سواء في المحيط الأسري والاجتماعي وحتى في محيط زملاء العمل، ولا أحد فينا ينكر وجود مثل هؤلاء الناس حيث تترتب علاقاتهم الاجتماعية مع الناس بحسب ترتيب أولوياتهم ومصالحهم الشخصية ومنافعهم الذاتية. ولكن أصعب الصدمات والاكتشافات التى تغيرنا وتصنع منا شخصية جديدة تماماً غير شخصيتنا القديمة والسابقة، هي بعد تعرضنا لصدمة مصالح ممن عايشناهم لعمر وفترات طويلة كأصدقاء الدراسة، أزواج أو زوجات عاشرناهم في رحلة الحياة لسنين طويلة، أخ أو أخت لم تلده أمك وهو بمثابة عديل للروح، حيث نتعرض لصعقة مشاعر من سقوط أقنعتهم في يوم من الأيام بعد هذا العمر، ولسوف ننكسر ونفقد الثقة في أقرب الناس لوقت، ولحين أن نتشافى ونتعلم أن لا نسلم مقاليد ثقتنا النفسية لأي شخص كان مهما أحببناه وكان قريبا منا، وأدخال عنصر الشك في المحبة من باب الأمان، وأنه لا شيء يدوم فالقلوب متقلبة ومتغيرة، وأن نكون حريصين ونحيط أنفسنا بنوع من الحصانة والاستقلال الذاتي لكي نقوم من جديد ونقف على أرجلنا بعد هذه السقطة التي كادت أن تهوي بحياتنا، فالضربة التي لا تقتلنا تقوينا. خاطرة،،، لا تثق دائماً بالوجه الأول لأي انسان فغالباً خلف كل وجه عدة وجوه، يظهر ترتيبها حسب المواقف. [email protected]