ما قل.. ودل..

لماذا؟ هكذا بادرنا ذات مساء بوسعد.. وانبرى كالعادة للرد على هذا التساؤل بو أحمد.. لماذا ماذا؟ انفعل بوسعد كعادته ورد بعزيمة لا تلين. أنا لا أطرح تساؤلي عليك.. أنا أبحث عن إجابة لسؤالي عند من يقرأ.. ويفهم.. ويدرك أبعاد السؤال.. نعم.. أريد الرد من إنسان يتطلع إلى ما وراء الأفق.. أنا لا أجادل فرداً جل همه أن يلعب الورق.. أو يشاهد التلفاز.. سؤالي يابو أحمد.. حول اعتزال اللاعب العربي مبكراً. نعم هناك حالات نادرة.. ولكن في الملاعب الأوروبية يعمر اللاعب حتى أرذل العمر، فيما مضى.. وأرجو أن تستفيد من معلوماتي، كان هناك لاعب انجليزي حصد في نهاية المطاف لقب "سير" هو السير ستانيلي ماثيوز.. لعب حتى وصل إلى العقد الخامس من العمر، لكن اللاعب العربي عندما يقترب من سن الثلاثين يركن إلى الدعه. ويجلس في المقاهي مع الأصدقاء ويشرب الشاي والشيشة ويجتر الذكريات، لماذا يعمر الآخر.. ويسلم اللاعب العربي الراية.. هنا صرخ بو أحمد.. وقال: من قال لك هذا الكلام؟هناك عصام الحضري الحارس المصري العملاق، وهناك الكابتن حسين عبدالغني لاعب النصر السعودي. وهناك جواد حناس.. وعشرات النماذج ولكن نظريتك حول اللاعب الأجنبي لها الأسباب والمسببات، لأن الرياضة جزء أساسي في المدارس والأندية تتسلم الموهبة وتصقل المواهب، وعقد الاحتراف جاهز.. الأمر يختلف مع الأسف مع الواقع العربي، الاعتماد على الذات، فلا رعاية صحية ولا تغذية.. سكت بوسعد قليلاً. لأن حجة بوأحمد.. حجة منطقية. ولكن هل بوسعد يصبر ويسكت على التحدي. خاصة إذا كان غريمه بوأحمد.قال بوسعد: في الملاعب الأوروبية مئات النماذج ولكن أنت مع الأسف استحضرت بعض النماذج الشاذة.. وعددهم أقل من عدد أصابع اليد.. مرة أخرى ظهر مناوش آخر.. إنه أبو شيبان.. وقال: اسمع يابوسعد.. لا تنس حرارة الجو عندنا.. ومجبوس الهامور.. ومن ثم المزاجية.. أنا ألعب بمزاجي.. حتى في عصر الاحتراف هناك حلقات ضائعة.. انظر إلى إصابة الملاعب.. هذا عائد إلى عدة أمور وإلاّ ما اعتزل صاحبنا فهد وهو في عز العطاء.. إصابات الملاعب عندنا أكثر من أي مكان وإلاّ ماذا نقول عن نجوم برزوا ثم غابوا سريعاً.. والأمر الآخر.. إن المحترف في ملاعب العالم يعرف ماله.. وما عليه.. أما اللاعب العربي، فلا يعرف من الاحتراف سوى اسمه.. هنا سكت بوسعد.