18 سبتمبر 2025
تسجيلزبدة حديث من عصرتهم الحياة عصراً، بتجاربها ودروسها وخبراتها المتنوعة، فخرجوا إلى غيرهم ناصحين واعظين.. يقول أحدهم: احرص أن تعيش لحظتك، فيومك هذا هو فعل حاضر جار، تعيشه بتفاصيله. يمكنك السيطرة عليه لحين من الدهر لا يطول، وعندك من الوقت ما يكفي لتعيشه بكل لحظاته، تستثمره وتستمتع به وتعيش حياتك كما أمرك ربك.لكن لماذا نهتم بالحاضر وليس الماضي أو المستقبل؟ لأن الماضي ولى وراح ولن يفيدك الحزن عليه. وبالمثل لن يفيدك انتظار غد أو مستقبل مجهول، القريب منه أو البعيد. تحمل همه وتشغل حواسك به، وهو ما زال في علم الغيب لم تجر عليه مقادير الحاضر، فلعلك لا تدركه كما قال الحسن البصري: إنما الدنيا ثلاثة أيام، مضى أمس بما فيه، وغداً لعلك لا تدركه، فانظر ما أنت عامل في يومك .إن الأمس الذي كنت تعايشه بكل لحظاته، فات وفرط وأصبح ماضياً لا يمكنه أبداً الرجوع، فإن أحسنت فيه واستثمرت لحظاته، كنت أنت المستفيد، وإن كنت قد أسأت وأضعت أوقاته، فأنت المتضرر الأول لا أحد غيرك. هذه حقيقة كلنا يدركها ولكننا نتجاهلها !لننظر إذن إلى الأيام الثلاثة، اليوم والأمس والغد، كما جاء عن بعض الحكماء، على النحو الآتي: أمسٌ صديق مؤدب، أبقى لك عظة وترك فيك عبرة .واليوم صديقٌ مودع. أتاك ولم تأته، كان عنك طويل الغيبة، وهو عنك سريع الظعن، أي سريع الارتحال. فخذ لنفسك فيه.والغد لا تدري ما يُحدث الله فيه، أمن أهله أنت أم لا..فماذا أنت فاعلٌ بعد أن اتضحت لك الرؤية مع أيام الدنيا الثلاثة الفانية؟ من هنا، زبدة هذا الحديث أو خلاصة ما يمكن الاستفادة مما مضى من حديث، ألا تحزن على ما فات، ولا تحمل هم ما هو آت، بل بدلاً من ذلك، عش يومك واحمد ربك أن أعطاك من العمر يوماً آخراً لتعيشه وتستثمر أوقاته بما يعود عليك بالنفع دنيا وآخرة .. فانظر ما أنت عامل فيه، كما قال الحسن البصري رحمه الله.