12 سبتمبر 2025
تسجيلقال صاحبي: المسلم الحق منهي عن المقاطعة والخصام مع أشقائه في الإسلام لقول رسولنا الكريم: "لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا، لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" (متفق عليه) وينهانا إسلامنا العظيم عن كل المفاسد والرذائل والفواحش والجرائم، ومن ذلك النهي عن الحسد وعن التجسس وعن سوء الظن أو الاحتقار أو إظهار الشماتة بالمسلمين وعن الغش والخداع والغيبة والغدر والظلم والبغي إلى جانب تحريم الربا وأكل مال اليتيم وتحريم الزنا والقتل وسفك الدماء والسرقة وأكل حقوق الآخرين أو استغلالهم وابتزازهم وهدر حقوقهم.إن صاحب الضمير الحي يكره التعذيب أو الإيذاء، وإسلامنا الحنيف ينهانا عن تعذيب العبد والدابة والمرأة والولد.ويقول القرآن الكريم: "وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً"، (النساء: 36).ويربي الإسلام المسلم على الإيمان بأن المؤمنين إخوة وبذلك يزرع مشاعر الإخاء في قلوب المسلمين، ويقول تعالى: "إنما المؤمنون إخوة"، (الحجرات: 10).وكم نحن في حاجة في هذه الأيام إلى تنمية روح الإخاء بين المسلمين الذين يدب الخلاف بينهم لأتفه الأسباب، فينبغي ألا يشهر المسلم سيفه في وجه أخيه المسلم، قال تعالى: "أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين" (المائدة: 54).ويربي الإسلام أبناءه على الشعور بالعزة والكرامة والافتخار بأنهم سلالة أمة بحق خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وفي هذا الصدد يقول تعالى: "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم"، (الفتح: 29).ويربي الإسلام ابناءه على التعاون على البر والإحسان وعلى التقوى وخشية الله تعالى كما في قوله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى"، (المائدة: 25).وهناك دعوة جماعية إلى تكاتف وتضامن وتساند وتعاون المسلمين بشكل جماعي كما في قوله تعالى: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"، (آل عمران: 104).فالمسلم ليس مطالبا فقط بأن يصنع المعروف وإنما عليه أن يدعو إلى ذلك، وإلى كراهية المنكر والبغي والظلم والفساد.وهنا تبدو إيجابية الشخصية الإسلامية، فعلى المسلم تقع مسؤولية نشر العدل والرحمة والتعاون والإخاء.وبالله التوفيق.