13 سبتمبر 2025
تسجيلأتذكر حينما كانت قضية الدكتور عائض القرنى والأخت سلوى العضيدان حديث الساعة قبل ما يقارب العام، عن موضوع الاختلاف فى أمر كتاب "لا تيأس" واتهامه بانه سرق من كتاب سلوى العضيدان "هكذا هزموا اليأس" ما سرق كما يقول البعض، فاتهمه البعض بالخبث والآخر بعدم صفاء السريرة، والبعض اتهمه بأنه قد سرق من كتب عدة ليُخرج لنا " لا تحزن"، وتفنن البعض فى الشتيمة والتصنيف والقذف، حتى أثبتوا الابداع السلبى على أصوله، اذ كتب أحدهم تغريدة تقول:" لا تحزن، لا تيأس، لا تسرق كذلك!" وتلتها شتائم ابداعية جعلتنى انفر من أناس ظنوا أنهم الملائكة وأن لهم الحق فى التخطيء والتكفير والشتم واللعن، اندهشت فى تلك الفترة من الحوارات التى كنت استمع لها، أو حتى كنت طرفا فيها، من شدة هجوم الناس على الدكتور عائض بطريقة غير لائقة متجردة من الخلق الكريم، محاولين أن يُنصفوا ويُحاسبوا ويقاضوا وكأنهم قد نصبوا أنفسهم الرب الذى يحكم ويعلم السر والعلن. منذ يومين وأنا أقلب التغريدات فى تويتر، رأيت احدى الفتيات تكتب فى احدى تغريداتها عن جماعة مسلمة تعليقا وختمت تغريدتها ب"لعنهم الله"، انسيت أختنا المسلمة أنه ما كان المؤمن بلعان.. وحينما ارسلت لها " ما كان المؤمن بلعان" أجابت: "تجوز اللعنة على الكافرين"!! لقد بلغ الناس مبلغا ظنوا بانهم على قدر من العلم — وكأن الربوبية والالهوية بين جنبيهم — ليكفروا جماعة دون أخرى، وليعلنوا من سيكون بالنار ومن سيكون بالجنة؟ ومن فينا أتقى من الآخر. حينما توفى الفنان الراحل "طلال مداح" تهافت الناس فى التعليق على خاتمته، اذ وصفه الكثير بسوء الخاتمة لأنه توفى وهو على المسرح يغني، وكان الجميع يعلق:" الله يعينه على النار "، واخر قال: " اش هالموتة المخزية، هذا طوالى فى النار". ابتسم فى نفسى خجلا من جهل عقول البشر القاصرة التى جعلت من نفسها ربا يحكم، ونست أنه قد يكون طلال مداح أقرب الى الله منهم واتقى. لقد علمتنى الحياة أن لا أصنف الناس بين مؤمن وكافر، والفتيات بين متحجبة تقية وسافرة فاجرة، والرجال بين ملتح تقى وبين حليق زنديق، فلستُ الرحمن الرحيم الذى يعلم خبايا النفوس ويعلم درجات التقوى.. ولا يصل المرء للتقوى حتى يظن أن جميع من حوله أعلى منه فى التقى منزلة وأعظم منه زادا.الشافعى على عظم منزلته وعلمه، حينما كتب فى التقوى والصلاح قال: "أحب الصالحين ولستُ منهم لعلى أن أنال بهم شفاعة وأكره من تجارتهم المعاصي وان كنا سواء فى البضاعة" هكذا تكون النفوس الصالحة، التى مهما عملت صالحا ظنت أنها لم تجمع من الزاد شيئا، أما اليوم فقد بلغت جماعات من الناس تصلى بالكاد فى اليوم والليلة الفرائض تجعل هذا كافرا وتلك منافقة، وأخرى فى النار مخلدة.. هونوا على أنفسكم فجميعنا يرتجى رحمة الله. اللهم اشملنا برحمةٍ وسعت كل شي.. آمين.