16 سبتمبر 2025

تسجيل

الإتجار بالبشر وصمة عار

30 يناير 2013

وصمة عارٍ بكل ما تحمله الكلمة من معان ومفردات، استغلال قذر من إنسان لإنسان مثله من لحم ودم، استغلال إنسان لإنسانية إنسان، من إنسان لا قيم له ولا أخلاق ولا مبادئ وإن كان يدعي أنه من حماة حقوق الإنسان ويدعي الوقوف مع الإنسان، إنسان اتبع هواه وشهواته وملذاته بل هو أضل بأبشع الصور والحيل، لا هم له إلاّ أكل وجمع الأموال والسياحة المائعة بشكل مؤسسي مهما كانت وكيف كان شكلها وتعددت صورها. أهذا عولمة التي تنشدها الأمم والمجتمعات؟!! فمكافحة الاتجار بالبشر فريضة شرعية ومطلب إنساني عالمي وليست عولمة ووعيا حضاريا في عالم الانفلات والتحرر اللامسؤول واللامنضبط. فقد اختتم مؤخراً بالدوحة المنتدى الثالث لمكافحة الاتجار بالبشر في الفترة من 22 — 23 /1 /2013 ونظمته المؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر بالتعاون مع بعض المنظمات تحت شعار"اتجاهات معاصرة لمكافحة الاتجار بالبشر"، ومن هنا أتوجه بالشكر والتقدير للمؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر على الجهود التي تبذلها في بيان وتوضيح وتوجيه وإرشاد وتبصير كافة شرائح المجتمع عن مكافحة والاتجار بالبشر، فتحية للمؤسسة ولكافة العاملين فيها على الجهود المبذولة، ومزيداً من الإنجازات والتميز وفق رؤية ورسالة المؤسسة. فشكر الله سعيكم وأثابكم على أعمالكم في مكافحة الاتجار بالبشر أينما كنتم وحلت رحالكم. فقد انهى المؤتمر دورته الثالثة بست توصيات وهي في غاية الأهمية والجدير والواجب على الجميع الاهتمام بها ووضعها في برامج عملية واضحة، توصلنا إلى الهدف والغاية التي من أجلها أوصى بها المجتمعون، فلهم كل التقدير والشكر ولجميع المؤسسات والجهات المشاركة والداعمة لهذا الحدث الثالث المتميز. ولنا وقفة مع التوصية الثالثة وهي "دور وسائل الإعلام والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في مجال مكافحة الاتجار بالبشر". إن ما نراه ونشاهده اليوم وفي عالمنا الواسع وفي قطاع الإعلام بكافة مجالاته ليجد أن هناك مادة الاتجار بالبشر واضحة للعيان ولا أحد ينكره أو يتغاضى عنه، وقد مل الجميع من هذا العفن وقد تجدها في بعض القنوات الحكومية للأسف الشديد، فتجد الاتجار في أوضح وأحط صوره في المواد الإعلانية والدعائية عن بعض البرامج وفي عالم التجارة، فتجد مثلاً عندما يعرض عن سيارة جديدة بشكل جديد فتجد الاتجار بالبشر واضحاً، فما دخل سيارة بامرأة تعرض جسدها وحركاتها في عرض السيارة، والمجال لا يتسع في عرض الأمثلة في مسألة الاتجار بالبشر. إن عرض الأجساد في القنوات الفضائية والمواد الإعلانية وفي المجمعات التجارية الكبرى والصغرى لهو الاتجار بالبشر وتديره هذه القنوات والبعض في عالم التجارة بشكل ممنهج ومتعمد. أليس هذا استغلالا "ضحايا الاستغلال التجاري". "الدعاية والإعلان". النساء ضحايا الاستغلال في ممارسة الأعمال غير المشروعة...". "استغلال النساء في العمل في الأماكن الخطرة مثل الملاهي والأندية الليلية". يقول أحدهم رأيت في إحدى الدول العربية وفي أيام عيد الأضحى المبارك امرأتين عند المدخل الخارجي لاحد المطاعم تتراقصان ولبسهما فاضح يذبح الحياء ويهتك القيم والعفة. أليس هذا اتجارا بالبشر يجب مكافحته ومخالف لكل القوانين والأعراف الدولية وقبل ذلك مخالف للتعاليم الإسلامية. إنها والله لمسؤولية مجتمعية يتحملها الجميع كل حسب مكانته ومنصبه أمام الله سبحانه وتعالى. فالأمر ليس بالهين والسهل. فالمجتمع وأفراده أمانة والأمة أمانة والمنصب أمانة. قال تعالى (وقفوهم إنهم مسئولون). فلنحقق قيمة أمانة المسؤولية. فنحن قادرون كل حسب استطاعته، فقط لنبدأ، والمؤسسة بدأت فليضع الجميع أيديهم بيدها. ومضة نرجو ألا نصبح وألا نمسي على التناقضات في حياتنا، نقول شيئا ونفعل شيئا آخر فهذه هي التناقضات بعينها، وبعدها يغرق المركب، ومن يصلح المركب إذا غرق؟!!.