30 سبتمبر 2025
تسجيلأجد الآن من واجبي الديني والوطني والقومي أن أتوجه إلى الله عز وجل وأكرر الدعاء وأقول للمرة الرابعة.. يارب.. احفظ مصر.. ليس لأن مصر هي دولة عربية مسلمة وشعبها شعب شقيق وأمنها أمن للأمة العربية وقوتها قوة للأمة العربية والإسلامية وإنما لأنها "القيادة والريادة" للوطن العربي وقد أشرت لهذا الدور في المقالات السابقة وتحدثت عن ذلك باستفاضة. اليوم نجد هذه القيادة والريادة تتعرض إلى أزمة يمكن أن تعصف بها عندما نشاهد الشعب المصري يخرج إلى الميادين بالآلاف لا لتحتفل بثورة 25 يناير المجيدة، وإنما لتصحيح مسار هذه الثورة التي تتبادل بها الاتهامات ما بين السلطة والمعارضة وقد وصلت هذه الاتهامات إلى حد ينذر بخطر حرب أهلية. الرئيس المصري محمد مرسي توجه إلى المعارضة وطالبها بالجلوس إلى طاولة الحوار والمعارضة تطالب الرئيس بإيجاد آلية موضوعية وهادفة لمثل هذا الحوار لأنها سبق أن حاورته وحاورت السلطة بدون جدوى. مطالب المعارضة أصبحت واضحة وجلية وهي إلغاء بعض مواد الدستور غير المتفق عليها وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وقانون الانتخابات وهذه مطالب مشروعة لكن الرئيس كما جاء في الأنباء مؤخراً وافق على بعض هذه المطالب ورفض تشكيل حكومة وطنية أو حكومة إنقاذ وطني وهذا الرفض لا يمكن تفسيره إلا أن الرئيس لا يريد إيجاد أرضية مشتركة بينه وبين المعارضة للخلاص من هذه الأزمة حتى أن حزب النور السلفي المتحالف مع الرئيس الذي يمثل الاخوان المسلمين يطالب بما تطالب به المعارضة. الرئيس أصدر بالأمس قراراً بإعلان حالة الطوارئ في بورسعيد والسويس والإسماعيلية لمدة ثلاثين يوما وهذا قرار يحتاج أيضا إلى قراءة دقيقة، خاصة أن هذه المحافظات تشكل بوابة اقتصادية مهمة لمصر لأنها تتحكم في قناة السويس وشعبها شعب مقاوم كما علمنا التاريخ. يضاف إلى ذلك ما صرح به وزير الدفاع المصري بالأمس الفريق أول عبدالفتاح السيسي بأن ما يحدث الآن في مصر يمكن أن يهدد الدولة بالانهيار، وهذا التصريح يحمل في طياته دلالات خطيرة جداً ليس لأنه ناقوس خطر يدقه وزير الدفاع وإنما هو مقدمة لتدخل الجيش في مسار الثورة مباشرة وهذا التدخل لن يكون كما كان أثناء الثورة بل سيتعداها إلى أبعد من ذلك ولا نستغرب أن نسمع يوماً بالبيان رقم واحد.. من نخبة من الضباط الأحرار كما حدث في ثورة يوليو 1952. لهذا كله نأمل ونتوجه إلى الباري عز وجل أن يحفظ مصر.. ونكرر ونقول: "يارب.. احفظ مصر".