15 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر الفتية.. تنصف اللغة العربية "1"

30 يناير 2012

قال صاحبي: إنني قلق على مستقبل لغتنا وأحس بالمؤامرات التي تستهدف إماتتها، فهلا حدثتنا عن الأحوال النفسية وراء البغضاء الكامنة ضدها؟ قلت: القضاء على العربية مخطط تبشيري مدروس بعناية وينفذ بتؤدة وإصرار، وقد بدأ هجوما على الحروف العربية التي تكتب بها بعض اللغات الإسلامية؛ فأمكن خلال الخمسين سنة الأخيرة إماتة هذه الحروف في إندونيسيا وماليزيا ونيجيريا وتنزانيا وغيرها، وذلك حتى تنقطع العلاقات بالمؤلفات الدينية التي كتبها الأسلاف خلال ألف عام، ونجحت هذه الحركة، وشبت الناشئة المسلمة وهي لا تحسن قراءة ما كتب الآباء. وقد أطمع هذا النجاح الاستعمار فحاول أن يلغي الحروف العربية، وحمل عبدالعزيز باشا فهمي لواء هذا الارتداد، ولكن الله سلم فسحقت الفتنة في مهدها (مصر).. ونشطت المقاومة الإسلامية لهذا المصير الخطير ونادت بصوت مرتفع، انه لا توجد أمة حرة في العالم كله تمارس العلم بلغة أجنبية. لقد نقلت الأمم المختلفة العلم إلى لغاتها لتيسره لأبنائها، ولتصير العلوم من أهم أسس ثقافتها، ولكن يحيا العلم في الأمة وتحيا الأمة بالعلم ولهذا سمي عصر نقل العلوم في أوروبا (عصر النهضة)، ولقد كنا في مصر ندرس العلوم كلها بالعربية منذ عهد محمد علي حتى جاء الاحتلال: فأصدر الانجليز قرارا سنة 1889م، يرغمون فيه المصريين على أن يتعلموا الانجليزية بدلا من العربية، وذلك لتحقيق أهداف استعمارية قاتلة منها: قصر التعليم على طائفة تدين بالولاء تتولى الوظائف الحكومية وإضعاف الروح القومية بين المتعلمين لأن اللغة الانجليزية توجه ولاءهم للاستعمار الانجليزي. لذلك قاوم المصريون المخلصون هذا القرار الغاشم، ولما تولى سعد زغلول نظارة المعارف سنة 1906م، أصدر قرارا قوميا، يلغي القرار الاستعماري السابق، ويقضي بتعريب التعليم ولكن الانجليز حاربوا تعريب التعليم العالي وأخرجوا سعداً من نظارة المعارف لإصراره على تعريب التعليم. وأثناء كتابتي بالأمس لهذا المقال تعلمت أن قطر الفتية أنصفت لغتنا العربية بتعريبها التعليم في الجامعة القطرية، فأثلج هذا الخبر صدري فصرت فرحا فرحتين، فرحة عيد ثورة للشباب المصري في 25 يناير وفرحة إنصاف اللغة العربية، ولكي تكتمل الفائدة ينبغي إصلاح التعليم العام كالآتي: * إلغاء اللغة الأجنبية في التعليم الابتدائي المستقل لأن بقاءها خطأ تربوي، وقد نوهت لهذا في مؤتمرات كثيرة. * إلغاء اللغة الفرنسية في التعليم الابتدائي في المدارس الخاصة، وتضاف حصصها إلى مادة اللغة العربية. وقد بادرت مدرسة نيوتن الابتدائية فضمت حصة واحدة من الفرنسية إلى العربية في الصف السادس. * ينبغي تدريس التاريخ القطري والتربية القومية باللغة العربية في المدارس الخاصة. وأخيراً أشكر قطر الفتية على تعريب التعليم في الجامعة أولاً، وإنشاء مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاقي ثانياً.